الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال باطل لا يرضاه قلب مؤمن

السؤال

سألني أحد الزنادقة عن دور الله سبحانه وتعالى بعد أن يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار فبماذا أجيبه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيقول الله سبحانه وتعالى: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23]. وهذا يقتضي أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد: لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام:115].

وإذا أردنا أن نتنزل مع هذا الزنديق لقلنا له: ماذا كان يفعل الله قبل خلق الخلق أصلاً؟ هذا من باب التنزل لا أننا نقر السائل على سؤاله، إذ سؤاله من الباطل الذي لا يقره مسلم، ولا يرضاه قلب مؤمن، لأن الله تعالى متصف بالخالقية قبل خلق الخلق، فصفة الخلق صفة لله تعالى لا أولية ولا آخرية، ولذلك قال الطحاوي في عقيدته: ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداثه البرية استفاد اسم البارئ، له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وكما أنه محيي الموتى بعدها أحيا، استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم، ذلك بأنه على كل شيء قدير، وكل شيء إليه فقير، وكل أمر عليه يسير، لا يحتاج إلى شيء، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتهى.

وقد وصف الله تعالى نفسه بأنه الأول والآخر، فقال تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3].

الأول فلا شيء قبله، والآخر فلا شيء بعده، وقال تعالى: وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى [النجم:42].

فإذا أقررنا بذلك فقد تم لنا العلم بأن الله تعالى يخلق ما يشاء متى يشاء، فهو على كل شيء قدير، أما ماذا سيخلق؟ أو ما هي أفعاله؟ فلا يليق بعبد حقير أن يتجرأ على سيده بهذا السؤال! فهو سبحانه القائل: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني