الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينظف المصحف بما لا يعرضه للتلف

السؤال

أنا جربت أن أنظف المصحف من الخارج, لكن هذا تسبب في إفساد أوراق المصحف عن غير قصد, فهل في ذلك حرج عليّ؟ وبأي الأشياء يجوز تنظيف كتاب الله؟
وجزيت عنا الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المحافظة على المصحف وتنظيفه أمر مطلوب شرعًا، وذلك من تعظيم كتاب الله تعالى، وقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ. (الحج: 30)، وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (الحج: 32).

وفي أبحاث هيئة كبار العلماء نقلًا عن كتاب تنبيه الغافلين: وقال أحمد بن إبراهيم الدمشقي الشهير بابن النحاس: فصل في بعض ما يشاهد في المساجد من البدع: قال: ومنها: كتابة القرآن في جدران المسجد، ومذهبنا أنه مكروه، لأنه تعريض له لوقوع الغبار عليه، وقد صرح الحليمي في منهاجه أن من تعظيم الله تعالى, وتعظيم رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن ننفض الغبار عن المصحف, وكتب السنن، وألا يوضع عليها شيء من متاع البيت، وكذلك يكره كتابته في جدار غير المسجد، فإن كان في جدار يصعد فوقه إلى غرفة, ونحوها, كانت الكراهة أشد, وربما حرم. انتهى.

ولكنه لا يجوز فعل ذلك بما يفسد أوراقه، بل ينبغي أن يزال عنه ما أصابه من الغبار بنفضه، كما قال الحليمي، أو بمسحه بمنديل جاف أو غيره، حتى نجمع بين صيانته, وتنزيهه, ونظافته؛ قال الإمام النووي في التبيان: وأجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق, وتنزيهه, وصيانته. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني