الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفقة الزواج ينبغي أن تتناسب مع حال المتزوج من حيث الغنى والفقر

السؤال

هل الزواج بالمقدرة أي كل على حسب إمكانياته، فالغني يتزوج زواج على حسب قدرته المالية من غير تبذير، وكذلك الفقير يتزوج زواج عادي من غير تكليف للنفس؟.
والشباب تركوا الزواج بسبب التكاليف المالية الكثيرة، وأنا فكرت في الزواج، ولكن في الوقت الحالي ليس لدي أي شيء لا مال ولا بيت، فأبي ـ والحمد لله ـ ميسور الحال لكن عن نفسي لا أملك مالا.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن نفقة الزواج تكون على قدر حال المتزوج، فلا يطالب الفقير بأن ينفق في زواجه نفقة الغني الميسور، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، كما أن الغنية لا تُطالبُ بأن تجعل مهرها كمهر الفقيرة، ولذا نص الفقهاء على أن الغنيّة تنكح بأكثر ممّا تنكح به الفقيرة، وذهب بعضهم إلى أن الغنى يعتبر من الكفاءة فالفقير ليس كفؤا للغنية.
وما دام أن والدك ميسور الحال وأنت فقير، فينبغي له أن يعينك على الزواج، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجب على الوالد الغني إعفاف ولده الفقير بأن يزوجه، وهذا قول الحنابلة والجمهور على عدم الوجوب، قال النووي في روضة الطالبين: لا يلزم الأب إعفاف الابن. انتهى.
وذهب الحنابلة إلى وجوب ذلك إذا كانت نفقة الولد على أبيه، قال في الإنصاف من كتبهم: يجب على الرجل إعفاف من وجبت نفقته عليه من الآباء والأجداد والأبناء وغيرهم... وهو من مفردات المذهب. انتهى.
ونوصيك بتقوى الله تعالى، والإكثار من دعائه، فهو تعالى الرزاق يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وانظر الفتوى رقم: 265624، عن إقدام قليل الدخل على النكاح.. رؤية شرعية ، والفتوى رقم: 179583.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني