الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سب أهل العلم والدعاة والمصلحين

السؤال

أنا إذا تابعت قناة إسلامية جاء أخي وتشاجر معي، وإذا قلت: أنا أريد متابعة المحاضرة. قال: شيوخ كلهم منافقون وكذابون. ثم إذا تركت المشاهدة تابع قناة تعلن الحرب على الإسلام، والقيم العربية، وهي: قناة إم بي سي، وأنا أسميها: قناة إبليس، فما حكم أخي الذي جعل الشيوخ منافقين بسبب قناة تحارب الإسلام؟
وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسبّ أهل العلم والصلاح، والسخرية والاستهزاء بهم، إن كان من أجل التزامهم بالشرع، واتباعهم للسنة، يختلف حكمه عنه إذا كان ذلك لخصوص أشخاصهم، وإساءة الظن بأفعالهم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 118350.
وإذا كان سب عموم المسلمين محرم، فكيف بسب خواصهم، قال الشيخ ابن عثيمين في (لقاءات الباب المفتوح): سب العلماء أشد إثما؛ لأن سب العالم لا يكون الضرر فيه على شخص العالم، بل عليه وعلى ما يحمله من العلم؛ لأن العالم إذا سبه أحد نزل قدره في أعين الناس، وإذا نزل قدره في أعين الناس لم يتقبلوا منه، فيكون في ذلك ضرر على الشريعة التي يحملها، مع أن السب حرام سواء من العالم أو من العامي. اهـ.
وقال في (شرح رياض الصالحين): الكلام في أهل العلم ليس كالكلام في عامة الناس، الكلام في عامة الناس ربما يجرح الرجل نفسه، لكن الكلام في أهل العلم جرح في العلماء، وجرح فيما يحملونه من الشريعة، لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول فيهم والخوض فيهم، ولهذا يجب عند كثرة الكلام، وخوض الناس في أمر من الأمور أن يحرص الإنسان على كف لسانه، وعدم الكلام إلا فيما كانت مصلحته ظاهرة... اهـ.
وراجع للفائدة عن حكم مشاهدة القنوات الفاسدة، الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 253270، 246904، 262255.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني