الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في إطلاق عبارات التهكم للمتصف بضدها

السؤال

هل التلفظ بألفاظ مسيئة تهكما ممن يرددها يعتبر حراما؟ يعني مثل التلفظ بأن المسلمين إرهابيون، فأقول: "كفاك إرهابا يا رجل"، "أنتم يا أهل الضلال والرجعية" تهكما من قائلها!وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نرى حرجًا في مثل هذه العبارات على سبيل الحكاية عن الغير والتهكم من قائلها، وكذلك العكس، بأن نطلق ألفاظ المدح والثناء على سبيل التهكم بمن لا تليق به، بل هو متصف بضدها، كقوله تعالى في حق الأثيم: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49] قال أبو حيان في (البحر المحيط): وهذا على سبيل التهكم والهزء لمن كان يتعزز ويتكرم على قومه. وعن قتادة: أنه لما نزلت {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} قال أبو جهل: أتهددني يا محمد؟ وإن ما بين لابتيها أعز مني ولا أكرم، فنزلت هذه الآية، وفي آخرها: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} أي: على قولك. اهـ.

وقال ابن كثير: أي: قولوا له ذلك على وجه التهكم والتوبيخ. وقال الضحاك عن ابن عباس: أي: لست بعزيز ولا كريم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني