الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتخلص من المال المغصوب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم أسأت استخدام بطاقات الائتمان عندي عمدا واقتنيت بها ما قيمته خمسين ألف دولار كندي، كان هذا من سنتين ونصف، أريد أن أتخلص من الحرام وأن أنقي نفسي وأتوب إلى الله.ماذا أفعل بالأشياء التي عندي؟ هل أهبها إلى المسجد لينتفع بها المسلمون وهل تكون مقبولة؟إن توفر المال لدي أدفع ديوني فالنية موجودة ولكن حتى الآن أنا بدون عمل ذلك لاْنني مريض بمرض الكآبة النفسية.ماذا أفعل لأتخلص وأنقي نفسي من الحرام؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه من تاب توبة صادقة تاب الله عليه؛ لقوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر:53)
ولا تكون التوبة صادقة إلا إذا استجمعت أربعة شروط:
الأول: الإقلاع عن الذنب.
الثاني: الندم على فعله.
الثالث: أن يعزم التائب أن لا يعود إلى الذنب أبداً.
الرابع: التخلص من حقوق الغير بإرجاع الحق إلى أهله إن كان حقاً عينياً، أو الاستبراء منه إن كان حقاً معنوياً، ويدخل في ذلك التخلص من الأموال التي اكتسبت عن طريق التعامل المحرم كالربا وغيره.
وهذه الأموال التي حصلت عليها إن كان مقصودك أنك سحبتها بالحيلة من حساب غيرك، فيجب عليك إرجاعها إلى صاحبها إن أمكن ذلك، وإلا فعليك أن تتخلص منها بإنفاقها فيما فيه نفع عام للمسلمين، ولكن لا تنفق بنية القربة إلى الله، لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإنما تنفق بنية الخلاص منها.
وانظر الفتوى رقم: 10486 والفتوى رقم: 1827
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني