الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناول مال المسلم بغير حق شديد الحرمة

السؤال

ذهبت أنا ومجموعة من أقاربي في رحلة إلى إحدى المزارع خارج المدينة وخلال ذلك قطف معظم الأشخاص من ثمار المزرعة بدون إذن صاحبها وأكلنا جميعنا من هذه الثمار فماذا أفعل حتى أكفرعن هذا الذنب حيث أن ظروفي لا تسمح بالذهاب إلى المزرعة وإعطاء صاحبها قيمة الثمار ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز لمسلم أن يأكل من مال أخيه المسلم إلا إذا كان ذلك عن رضا منه وطيب نفس، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا ما طابت به نفسه" . قال عمرو بن يثربي راوي الحديث: فقلت: يا رسول الله، أرأيت لو لقيت غنم ابن عم لي فأخذت منها شاة فاجتزرتها أعليّ في ذلك شيء؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إن لقيتها تحمل شفرة وأزناداً فلا تمسها" أخرجه الدارقطني.
وقال الحافظ الزيلعي: إسناده جيد، وللجزء الأول من الحديث شواهد عند أحمد والحاكم والبيهقي.
وفي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحلبن أحدكم ماشية أحد بغير إذنه".

وفي المعنى أحاديث أخرى كلها تدل على شدة حرمة مال المسلم بغير حق، ولذلك وجب عليكم التحلل من أكل هذه الثمار من صاحبها. إما بدفع ثمنها، وإما بعفوه عنكم، مهما كلفكم ذلك طالما أن المكان معروف، ويمكنكم الوصول لصاحب المزرعة، فإن ذلك خير من عدم استحلاله فلعله أن يطالبكم بهذا الحق في يوم القيامة حيث يؤخذ من حسناتكم لتوفية حقه، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" رواه البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني