الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتب معتمدة في الفقه المالكي

السؤال

هل الكتب الآتية معتمدة للفتوى على المذهب المالكي، ويجوز أخذ الفتوى منها:
- حاشية الصاوي على الشرح الصغير.
- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير.
- مختصر خليل بشروح: (مواهب الجليل -التاج والإكليل -الإكليل)
- شرح متن العشماوية للشرنوبي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الكتب المذكورة من مختصر خليل وشروحه، وحواشيها، وكذلك متن العشماوية في العبادات وشروحها، تعتبر من أهم كتب الفروع المعتمدة في المذهب المالكي.

فمختصر الشيخ خليل نور على علم، وفيه يقول الحطاب في مقدمة شرحه مواهب الجليل: مُخْتَصَرُ الشَّيْخِ الْعَلَّامَةِ، وَلِيِّ اللَّهِ تَعَالَى، خَلِيلِ بْنِ إِسْحَاقَ الَّذِي أَوْضَحَ بِهِ الْمَسَالِكَ؛ إذْ هُوَ كِتَابٌ صَغُرَ حَجْمُهُ، وَكَثُرَ عِلْمُهُ، وَجَمَعَ فَأَوْعَى، وَفَاقَ أَضْرَابَهُ جِنْسًا، وَنَوْعًا، وَاخْتَصَّ بِتَبْيِينِ مَا بِهِ الْفَتْوَى، وَمَا هُوَ الْأَرْجَحُ وَالْأَقْوَى، وَلَمْ تَسْمَحْ قَرِيحَةٌ بِمِثَالِهِ، وَلَمْ يَنْسِجْ نَاسِجٌ عَلَى مِنْوَالِهِ. اهـ.

وشروحه، وحواشيها تبع له، تشرح ألفاظه، وتبين معانيه، وترجح ما جاء فيه من خلاف.

وقد بين صاحب كتاب التاج والإكليل -المواق- على مختصر خليل منهجه في شرح المختصر فقال في مقدمته: فَآتِي بِلَفْظِ خَلِيلٍ بِنَصِّهِ، ثُمَّ أَنْقُلُ بِإِزَائِهِ نَصَّ غَيْرِهِ، وَأَتَخَيَّرُ مِنْ النُّصُوصِ مَا يَكُونُ أَقْرَبَ لِلْفَهْمِ، وَأَوْجَزَ فِي اللَّفْظِ.. اهـ.

وكما ذكرنا فهو من الكتب المعتمدة في المذهب، وكذلك كتاب الحطاب - وهو مواهب الجليل-

يقول النابغة القلاوي الشنقيطي في بو طلحية:

واعتمدوا حاشية الحطابِ واختصرت بزبدة الأوطابِ

واعتمدوا المواق في شرحيه لا في النقل بالمعنى، فكم قد أذهلا

وبالجملة فهذه الكتب معروفة عند جل أتباع المذهب، وأكثرها يدرس في كثير من البلدان الإسلامية التي تتبع المذهب المالكي، وتؤخذ منها الأحكام والفتاوى الشرعية عندهم، وميزتها أنها تقتصر غالبا على مشهور المذهب، أو الراجح فيه دون التعرض للدليل الأصلي -في الغالب-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني