الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بخل الأب وسوء خلقه لا يسقط بره ولا يبيح هجره

السؤال

أبي شخص بخيل لا يحب أن ينفق المال على أولاده، وكل ما طلبنا منه شيئا فإنه يغضب منا، ويصرخ علينا عندما نطلب منه حاجيات البيت، وإذا ذهبت أمي لزيارة أقاربها يغضب منها ومنا أيضا، ولا يحب إخوتي الكبار، وكلما جلسوا معه بدأ بتوبيخهم، فأصبحوا لا يجلسون معه بسبب هذا الأمر، فما حكم هذا الأب في الشرع؟ وماذا علينا أن نفعل؟ مع العلم أن أسرتنا من الممكن أن تتشتت بسبب هذا الأمر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته نجمل الجواب عنه في نقاط:

أولها: أن ما ذكرته عن هذا الأب من بخل أو سوء خلق لا يسقط بره ولا يبيح هجره، بل حقه باق ولو أساء، فلابد أن يعامل بالحسنى, وأن يصاحب بالمعروف, وأن تبذل له كل حقوقه من البر والصلة والإكرام, فإن حق الوالد على ولده عظيم، وقد قال رسول الله: لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه. رواه مسلم وغيره.

ثانيها: أنه لا بأس بوعظه بحكمة وموعظة حسنة دون جدال أو رفع صوت مع تجنب ما يغضبه ويثير سخطه، ولو لم يمكن ذلك مباشرة فيسعكم أن تدلوا عليه بعض أهل الصلاح والفضل ومن له وجاهة عنده وحظوة لديه ليتولوا ذلك لعله يرعوي عن ظلم أهله وإخوانه، ويكف عن الإساءة إليهم ويدفع ما يجب عليه من نفقة لزوجه وأبنائه بالمعروف وقد بينا مدى وجوب إنفاق الأب على أبنائه في الفتويين رقم: 25339، ورقم: 49843.

ثالثها: أن الزوجة ليس لها الخروج إلى زيارة أقاربها أوغيرهم دون إذنه فلتراعِ ذلك في خروجها، وعلى كل فمثل هذا الأب تدفع سيئته بالحسنى ويعامل بحكمة لتجنب ما يغضبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني