الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رضا الرب في رضا الوالد

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيملي صديقه ملتزمة وتحفظ القرآن، وعندها ابنة عمرها حوالي 17 عاما وعلمت منها أن ابنتها هذه لا تتحدث إلى والدها ولا تجلس معهم على الطعام منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وذلك على أثر مشادة بين الابنة والأب انتهت بأن ضربها الأب، والأم حائرة وحاولت كثيراً مع ابنتها دون جدوى، أرجو توجيه رسالة لهذه الابنة، وجزاكم الله خيراً......

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب أن حق الوالدين من أعظم الحقوق على أبنائهم , حتى أن الله تعالى قد قرن بينه وبين حقه في القرآن الكريم في مواضع عدة، بل أمر بملازمتهما وطاعتهما في المعروف وإن كانا مشركين فضلأ عن أن يكونا مسلمين، وقد سبق ذكر أدلة وجوب بر الوالدين وخطر عقوقهما وذلك في فتوى سابقة بالرقم:
5327 - والفتوى رقم: 7490.
وعليه؛ فإن هذه البنت قد أخطأت خطأ عظيما في حق والدها بمقاطعته وعدم الحديث معه، إذ أن هذا السلوك لا يجوز الإقدام عليه مع عامة المسلمين فكيف بالوالد، فهل تريد أن تغلق بابا من أبواب الخير الذي تدخل به الجنة؟ أو تريد أن تبقى في سخط ربها عليها بهذا التصرف؟ ألا تخشى أن تصيبها مصيبة من مصائب الدنيا بهذا المنكر العظيم ؟ فلتبادر إلى التوبة إلى الله تعالى، ولتطلب رضا الله تعالى عنها في رضا والدها، روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد . فلتطلب عفوه عما بدر منها.
وفي ختام هذا الجواب ننصح الوالد بتحري الحكمة في معاملة ابنته، فما أكثر ما يجدي أسلوب الرفق واللين والكلمة الطيبة مع الأبناء وما أقل ما يفيد أسلوب الضرب والتعنيف معهم, وليكن الضرب عند الحاجة إليه ضرب تأديب وتوجيه لا ضرب انتقام وتعنيف، وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم:
5339.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني