الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من كمال وجميل الأدب في الدعاء

السؤال

قمت بالاشتراك في أحد المواقع الإسلامية.. والمشرف القائم على هذا الموقع حافظ قرآن كريم وذو أخلاق عالية ويراعي الله تعالى في كل شئ.. والسؤال هنا هل أدعو في صلوات أن يجعله الله تعالى زوجا لي .. وكيف أدعو؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا مانع من أن تدعو الفتاة ربها أن يزوجها رجلا بعينه ما دام يحل لها الزواج منه، والأولى أن يقيد هذا الدعاء بقول الداعي: إن كان خيرًا فيسره لي وإن كان شراًّ فاصرفه عني.
لأن العبد لا يعلم أين الخير، وفيه كمال الأدب مع الله تعالى، وتفويض الأمر إليه سبحانه؛ لأن الله عز وجل يعلم ما يصلح عباده، وقد يصر العبد على ربه في طلب حاجة من حوائج الدنيا فيعطاها فيكون فيها شقاؤه، ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. أخرجه النسائي والبزار.
قال ابن القيم في طريق الهجرتين 1/325 : فأول ما يجري على لسانه - أي بعد استيقاظ المؤمن من نومه - ذكر محبوبه والتوجه إليه واستعطافه والتملق بين يديه، والاستعانة به أن لا يخلي بينه وبين نفسه وأن لا يكله إليها فيكله إلى ضعة وعجز وذنب وخطيئة، بل يكلؤه كلاءة الوليد الذي لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشوراً. انتهى.
ومن جميل تفويض الأمر إلى الله تعالى من نبينا المختار صلى الله عليه وسلم ما في الصحيحين: أنه لما رأى عائشة رضي الله عنها في المنام مرتين - ورؤيا الأنبياء حق - وقيل له في منامه: هذه امرأتك، فقال صلى الله عليه وسلم: إن يكن هذا من عند الله يمضه.
فعلى العباد جميعاً - وخاصة النساء لضعفهنَّ وقلة خبرتهن في الحياة وسرعة تعلقهنَّ ولو بكلمة أو موقف - أن يفوضوا أمورهم إلى بارئهم، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم آمرًا إياه: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ [الأعراف:188].
ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم التي تشمل خير الدنيا والآخرة: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه.
ولتعلمي أن هذا التعلق الذي صار منك تعلق مذموم، والمؤمنة السعيدة في الدنيا والآخرة هي التي لا تسمح لنفسها أن تتعلق بأحد - بعد الله تعالى - إلا بزوجها الذي أحله الله لها.
وراجعي الفتاوى التالية: 3570 ، 4220 ، 5714
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني