الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث خوض النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار النساء حتى أحب الصحابي سكوته

السؤال

أنا طالب علم، وباحث، أبحث عن حديث كان النبي عليه الصلاة والسلام يجلس فيه مع بعض الرجال، ثم خاضوا في أخبار النساء، حتى تمنى الصحابي راوي الحديث أن لو سكت النبي عن الكلام معهم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحديث الذي أشرت إليه قد أخرجه الإمام أحمد في مسنده: قال حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلًا من قريش، ليس فيهم إلا قرشي، لا والله ما رأيت صفحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ، فذكروا النساء، فتحدثوا فيهن، فتحدث معهم؛ حتى أحببت أن يسكت، قال: ثم أتيته فتشهد، ثم قال: "أما بعد، يا معشر قريش، فإنكم أهل هذا الأمر، ما لم تعصوا الله، فإذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب" لقضيب في يده، ثم لحا قضيبه، فإذا هو أبيض يصلد.

والحديث رجال ثقات، إلا أنه منقطع؛ فعبيد الله لم يدرك ابن مسعود، قال ابن حجر في ترجمة عبيد الله في التهذيب: وأرسل عن عم أبيه عبد الله بن مسعود. اهـ. والحديث المنقطع من أنواع الحديث الضعيف.

قال ابن حجر -عن هذا الحديث -: رجاله ثقات، إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عم أبيه عبد الله بن مسعود، ولم يدركه. اهـ. من فتح الباري.

وذكره الوادعي في كتابه أحاديث معلة ظاهرها الصحة، وقال: هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن رواية عبيد الله عن عبد الله بن مسعود مرسلة. اهـ.

وقال الأرنؤوط في تحقيق المسند: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. اهـ.

بينما صحح الألباني الحديث في صحيح الجامع، وفي السلسة الصحيحة، وقال: إسناد صحيح على شرط الشيخين. اهـ.

والحديث خرّجه أيضًا أبو يعلى في مسنده، وقال الشيخ حسين أسد في تعليقه عليه: إسناده صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني