الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكمما حكم من يقوم بسؤال الناس المساعدة المادية داخل المسجد؟هل يجب أن نساعده أم يجب أن نمنعه من ذلك؟ولكم الأجر والثواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد كره بعض الفقهاء السؤال في المسجد، ففي مواهب الجليل: قال: في أواخر كتاب الجامع من الذخيرة: قال مالك : وينهى السّؤَّال عن السؤال في المسجد. انتهى
وفي كتاب كشاف القناع: (ويكره السؤال) أي سؤال الصدقة في المسجد (والتصدق عليه) لأنه إعانة على مكروه. انتهى
وشدد في النهي عن ذلك آخرون، بل منهم من نص على تحريمه، ففي كتاب رد المحتار على الدر المختار في الفقه الحنفي: ويحرم فيه السؤال ويكره الإعطاء مطلقاً. انتهى
وفي كتاب مواهب الجليل عن ابن عبد الحكم أنه قال: من سأل فلا يعطى وأمر بحرمانهم وردهم خائبين.
ونقل عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عمران أنه كان: يغلظ عليهم في النهي وربما أمر بإخراجهم إلى السجن.
وبناء على ذلك.. فإنه يكره السؤال في المسجد كراهة شديدة، وكذا يكره إعطاء من سأل فيه، لكن ننبه هنا إلى أنه لا تكره الصدقة عليه ابتداءً دون سؤال، وكذا إذا حثَّ الخطيب على الصدقة، ففي كشاف القناع: ولا يكره التصدق على غير السائل، ولا على من سأل له الخطيب.
وقد ثبت حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة في المسجد في قصة المضريين التي رواها مسلم في صحيحه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني