الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إزالة الرائحة من الزينة المطلوبة لقاصد المسجد

السؤال

هل رائحة العرق تبطل الصلاة أم لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فرائحة العرق لا تُبطل الصلاة؛ لأن العرق ليس بنجس إجماعاً، وإنما يُستحب للمسلم أن يتنظف ويتطهر قبل الصلاة ليقوم بين يدي الله في أكمل حال، لقوله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31]، وحتى لا تتأذى الملائكة والمصلون من رائحته، قال صلى الله عليه وسلم: "من أكَل من هذه البقلة - الثوم والبصل والكراث - فلا يقربنا في مساجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم". رواه مسلم.
وألحق العلماء بالبصل والكراث كل ما له رائحة كريهة وكل ما يؤذي، فيدخل في ذلك رائحة العرق، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "حق لله على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام يوماً يغسل فيه رأسه وجسده". متفق عليه.
ويتأكد هذا الغسل يوم الجمعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم". رواه مالك في الموطأ.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كَانَ النّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ ومِنَ الْعَوَالِي، فَيَأْتُونَ فِي الْعَبَاءِ. وَيُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ، فَتَخْرُجُ مِنْهُمُ الرّيحُ. فَأَتَىَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إِنْسَانٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنّكُمْ تَطَهّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا".
وقد اختلف العلماء في غسل الجمعة فمذهب الجمهور أنه مستحب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل. رواه أحمد.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجوبه على من له رائحة يتأذى منها الناس.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني