الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعريض لخداع المخاطب

السؤال

أنا طالبة.. يوجد لدي أصدقاء لا يعرفوني ألا وقت حاجتهم إلي، فلا يتصلون بي طوال العام الدراسي ولكن عندما يكونون بحاجة إلى كتب من عندي تراهم يتصلون ليل نهار، السؤال هو: هل يمكن أن أكذب عليهم بأن أقول أني لا أملك هذا الكتاب أو مثلا أضعت ذلك الكتاب مع العلم بأني أملكه ولكني لا أريد إعطائه إياهم وفي نفس الوقت لا أريد جمع أعداء بدلا من أصدقاء ؟؟ أي بأختصار هل يوجد ما يسمى بالكذبة البيضاء حتى لا تسوء الأمور أكثر ؟؟؟افيدوني افادكم الله ...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأصل في الكذب أنه حرام، وليس هناك كذب أبيض وآخر أسود؛ بل الكذب كله من أقبح الذنوب وفواحش العيوب قال الله تعالى: فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران: 61 ]
وقال صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان. رواه البخاري ومسلم.
ولكن ثمت حالات رخص العلماء فيها بالكذب، وتراجع هذه الحالات في الفتوى رقم:
7432.
ونقول للأخت السائلة: الأولى أن تكوني واضحة مع هولاء الناس , فإن وجدت حرجاً في هذا الموضوع فيمكنك استعمال المعاريض فإن فيها مندوحة عن الكذب، والمعاريض: هي أن يطلق الشخص كلاماً يحتمل معنيين يكون ظاهراً في واحد منهما، ويريد المعنى الآخر، وهو نوع من الخداع إلا أنه يجوز عند الحاجة , قال النووي في الأذكار: قال العلماء: فإن دعت إلى ذلك مصلحه شرعية راجحه على خداع المخاطب أو دعت حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب فلا بأس بالتعريض , فإن لم تدع إليه مصلحة ولا حاجة فهو مكروه وليس بحرام.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني