الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نمص الحواجب الثخينة لدفع الاستهزاء هل يمنع استجابة الدعاء

السؤال

وأنا أكتب لكم يداي ترجفان، لأنه لو ثبت كلام الذي سأستشيركم فيه فسأكون من الخاسرين: أنا يا سيدي بصراحة ملعونة ومطرودة من رحمة الله، لأنني أنتف حواجبي ـ نامصة ـ لم أقدم على هذا الفعل إلا لأن أقاربي كانوا يشتمونني بأن حواجبي غليظة ويستهزؤون بي، ولي حاجة عند ربي أسأله إياها يوميا، وألح، فلم يستجيب الله دعائي، فهل هذا لأنني ملعونة ومطرودة من رحمة الله؟ وهل هذا يعني أن الله لا يستجيب لمن لعنه رغم أنني أصلي الفجر وأقوم الليل وأدعو الله خشية؟ وماذا لو لم أتب؟ وهل من الممكن أن لا يستجيب الله للعاصي والملعون؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا، وأن تكفي عن هذا الفعل المنكر وهو النمص فرارا من سخط الله وعقوبته العاجلة والآجلة، ولا يضرك تعيير الناس أو ذمهم ما دمت ترضين الله تبارك وتعالى، ولا حرج عليك في تشقير حاجبيك أو نحو ذلك من الأمور المباحة التي تغني عن النمص، وانظري الفتوى رقم: 206407.

وقد تكون معصيتك مانعا من إجابة دعائك، كما في الحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الأرنؤوط.

وقد يستجيب الله لك إذا ألححت في الدعاء، فإنه سبحانه واسع الفضل، وقد تكون استجابة دعائك بتوفير أجرك يوم القيامة، أو بصرف شيء من السوء عنك، وانظري الفتوى رقم: 56637.

وعلى كل حال، فلا تقنطي من رحمة الله ولا تدعي دعاءه والابتهال له وبادري بالتوبة النصوح، فإن ذلك أعظم ما تنتفعين به في دنياك وآخرتك، وننبهك إلى أنه لا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في الأخذ من الحاجبين للحاجة الشديدة عملا بقول من يجيز ذلك من الفقهاء، وانظري الفتوى رقم: 291427.

ويرجى مراجعة فتوانا رقم: 287419، وما تضمنته من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني