الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاصي وتأخر إجابة الدعاء

السؤال

إذا دعا الإنسان ربه ثم لم يستجب لدعائه عدة سنين، كيف للإنسان أن يعلم أن سبب عدم إجابة الدعوة هل هو تأجيلها ليوم القيامة أم بسبب قيام الإنسان بعمل يعصي فيه الله كيف له أن يعرف؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن لاستجابة الدعاء شروطا ينبغي للداعي أن يراعيها، ولها أسباب ينبغي الأخذ بها، وكنا قد فصلنا كل ذلك في فتاوى سابقة فراجع فيه فتوانا رقم: 11571.

واستجابة الدعاء تكون بإحدى ثلاث وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر. رواه أحمد والحاكم. وعلى الداعي أن لا يستحسر ويترك الدعاء فإن ذلك من موانع الإجابة، كما في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. فمن هذه النصوص تتبين لك شروط الاستجابة وأسبابها وما يعين في ذلك، وأما معرفة الإنسان أن ذلك مدخر له للآخرة أو أنه تأخر بسبب عصيانه فإن ذلك لا سبيل إلى التحقق منه لأنه من الغيب الذي اختص الله به، مع أن صاحب المعصية قد تسبب في حرمان نفسه من النعم التي من جملتها استجابة الدعاء، فإن المرء قد يحرم النعمة بسبب ذنب أذنبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني