الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من التوبة أن يزيل التائب الضرر عن المظلوم .

السؤال

رجل أتهم رجلا بتهمة كانت سبباً في إقالته من عمله وسببا في نشوز زوجته منه ما هي كيفية توبة المتهم؟هل يجوز للمظلوم طلب تعويض من المتهم لأجل فقده لعمله أو لزوجته؟ أو لأجل أنه اتهمه أو اغتابه أو وشى به ولم يلحقه أي ضرر منه سوى الغضب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن اتهم شخصًا تهمة هو منها بريء وتسببت تلك الهمة في إلحاق ضرر مادي ومعنوي بالمتهم فإنه يجب على الظالم أولاً أن يتوب إلى الله ويستغفره مما فعل وعليه أن يطلب المسامحة ويتحلل من المظلوم، فإن لم يسامحه فمن شروط التوبة إزالة الضرر الذي لحق بالمظلوم، فالضرر المعنوي الذي أصابه في سمعته لا بد أن يزيله عنه بأن يقوم الظالم بتبرئة المظلوم من التهمة في المواطن وعند الأشخاص الذين اتهمه بها عندهم، وكذلك الضرر المادي لا بد أن يزال هو الآخر، وذلك بأن يسعى في إرجاع زوجته له، فإن كانت زوجته قد فارقته بسبب التهمة وتعذر عليه إرجاعها له فيلزمه له مهر امرأة مثلها.
ومن ذلك إزالة الضرر الذي لحقه في عمله، ويكون بالسعي لإرجاعه إليه وإخبار جهة العمل ببراءته من التهمة، فإن تعذر إرجاعه من قبل جهة العمل فيبحث له عن عمل مثله، فإن لم يستطع فليقدر مع أهل الاختصاص الضرر المالي الذي لحق المتهم من ذلك فيدفع إليه تعويضاً مقابل إخراجه من وظيفته؛ لأن الضرر يدفع قدر الإمكان بتغريم صاحب الفعل الضار قيمة المتلف إذا تعذر وجود نظير له.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني