الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال الأدوية المضاف إليها جيلاتين الخنزير

السؤال

أنا صيدلانية، وعلمت من دكتور في الصناعة الدوائية أن معظم الجيلاتين المستخدم في صناعة كبسولات الدواء من الخنازير، ومن وقتها إلى الآن لا آخذ أي دواء على شكل كبسولات، وإن اضطررت أبحث عن بدائل على شكل أقراص، وكان فيه تضييق على نفسي بعض الشيء وتكلفة مادية أكبر في الأغلب، لكني لم أكن أجد حرجًا في صرف هذه الأدوية للناس حتى لا أضيق عليهم، ولم أخبر إلا الأقارب والأصدقاء من باب أخذ العلم لا منعهم.
أنا الآن في أشهر الحمل وبحاجة لتناول مكملات الحديد، وقد صرفت لي الطبيبة كبسولات الحديد، وأثبتت الدراسات الدوائية أنه الأفضل أثناء الحمل. منذ أسبوعين وأنا أرفض أخذه، وأبحث عن بدائل أقراص كنت أتناولها قبل الحمل، وعند قراءتي للأبحاث في هذا المجال وجدت أن منها ما يسبب مشاكل هضمية، ومنها ما لا ينصح به أثناء الحمل، ورفض الصيدلاني صرفه لزوجي ونصحه بنفس النوع الذي صرفته الطبيبة مبينا أنني أتحمل مسؤولية أخذ نوع آخر إذا أخذته من تلقاء نفسي، فهل أتناول ما صرف لي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى تقدير صحة ما ذكرت عن استخدام جيلاتين الخنزير في صناعة معظم الكبسولات، فهذا بمجرده لا يوجب تحريمها؛ لاحتمال أنها قد عولجت حتى تحولت إلى مادة أخرى، ومن ثم فإنها تطهر على الراجح من أقوال أهل العلم، كما سبق بيانه في الفتويين التاليتين: 6783، 67288، وما أحيل عليه فيها.
وحيث تقرر أن تحريم تلك الكبسولات مشكوك فيه؛ فالظاهر: أنها تبقى على أصل الإباحة، كسائر الأطعمة والأشربة.
أما إن ثبت كون الجيلاتين المستخدم في الكبسولات المذكورة مستخرجًا من الخنزير، وباقيًا على أصل نجاسته، فحينئذ لا يجوز استخدام تلك الكبسولات، إلا إن كنت مضطرة إليها، والاضطرار هنا أن تجدي مشقة في تحمل ما يترتب على عدم تناولها مع عدم وجود غيرها مما يقوم مقامها، وقد خلا من النجاسات ونحوها، فحينئذ لا حرج عليك في تناولها؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات، وقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}. وقال العز بن عبد السلام: جاز التداوي بالنجاسات إذا لم يجد طاهرًا يقوم مقامها؛ لأن مصلحة العافية والسلامة أكمل من مصلحة اجتناب النجاسات. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني