الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النية تجعل الشيء حلالا وحراما وطاعة ومعصية

السؤال

1- ماذا يرد على من يفعل أو يقول شيئاً ويقول إن نيتي بخلاف ذلك؟ وإن كان صادقا فهل النية تبطل القول أو الفعل؟2- لدي مقالة رائعة عن كيفية زعزعة وخطوات اختراق الفتيات وتزيين الشيطان وخطواته في ذلك وهي مدججة بأحاديث صحيحة قد وقفت عليها وآيات قرآنية في لب الموضوع فهل يجوز أن ألقيها على أقاربي من الفتيات بوجود المحارم، لا سيما أن المقالة مسرودة على أنها قصة وقعت مع فتاتين إحداهما وقعت في الفاحشة والأخرى تداركها الله برحمته؟3- وهل يوجد قاعدة شرعية تقول إن الاصرار على الصغيرة كبيرة وكيف نفهمها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن المقاصد والنيات معتبرة في التصرفات والعبارات كما هي معتبرة في العبادات والقربات، فالنية تجعل الشيء حلالا وحراما وطاعة ومعصية، وفي الحديث الصحيح:" من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.
رواه البخاري فهذا حديث يدل على أن المقاصد تغير أحكام التصرفات من العقود وغيرها، لكن ما ذكرناه ليس على إطلاقه دائماً ذلك أن الألفاظ بالنسبة لمقاصد المتكلمين ونياتهم وإرادتهم لمعانيها ثلاثة أقسام: أحدها: أن تظهر مطابقة في القصد للفظ.
الثاني: ما يظهر بأن المتكلم لم يرد معناه.
الثالث: ما هو ظاهر في معناه ويحتمل إرادة المتكلم له ويحتمل إرادة غيره
ولكل من هذه الأقسام أحكام تخصه لا يسع المقام لذكرها، ويمكن للسائل الكريم الرجوع إلى ما كتب الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم إعلام الموقعين فصل أقوال العلماء في تأجيل بعض المهر وحكم المؤجل ،
وأما جواب السؤال الثاني:
فإن المسلم مطالب بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الرجال والنساء بل ينبغي أن تولى النساء عناية خاصة لسرعة استجابتهن ورقة عواطفهن، ولقد كانت النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يحضرن مع الرجال الخطب والدروس العامة ثم طلبن منه صلى الله عليه وسلم أن يخصهن بيوم يعظهن فيه ففعل، فلا شك أنك بإلقائك هذه المقالة مأجور مثاب إن شاء الله تعالى، واحرص على التزام آداب الإسلام من غض البصر ونحو ذلك، وأما سؤالك الأخير فجوابه أنه لا توجد قاعدة شرعية تنص على أن الإصرار على الصغيرة كبيرة، ولكن روي عن الصحابة كابن عباس وعمر وغيرهما أنهم قالوا: لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار. وروي هذا مرفوعاً لكنه ضعيف كما قال العجلوني في كشف الخفاء، ومعنى لا صغيرة مع الإصرار أن الصغيرة تصير كبيرة بالإصرار، قال الشيخ أبو محمد بن عبد السلام في حد الإصرار هو أن تتكرر منه الصغيرة تكراراً يشعر بقلة مبالاته بدينه، وعلى هذا فالذي تتكرر منه الصغيرة على وجه يوحي بقلة مبالاته بدينه تصير في حقه كبيرة ذلك أن الاستخفاف بالمعصية ولو صغرت صفة للفجرة قال ابن مسعود: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا.
قال أبو شهاب: بيده فوق أنفه. رواه البخاري.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني