الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتنجس القضيب حين ملاقاة إفرازات الزوجة

السؤال

هل يتنجس القضيب بعد إيلاجه في المهبل، حيث تخرج إفرازات مهبلية عادةَ أثناء شهوة المرأة مع المذي؟ وإذا كان كذلك فإنه يوجد حرج من لمس الرجل أو الزوجة للقضيب بعد انتزاعه من المهبل في بداية الجماع، حيث يلمس أي منهما بعد ذلك الفراش أو الباب أو الأثاث قبل الغسل فتنجس أيضا، وهذا لا يمكن تجنبه، وفي الأمر حرج.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا جامع الرجل زوجته, فلا يعتبر ذكره نجسا, ولو مع ملاقاة إفرازات الزوجة, فهي محمولة على الطهارة عند من يرى طهارة تلك الرطوبة من أهل العلم, ووجود المذي من بينها غير محقق, وبالتالي فلا تتنجس اليد بلمس الذكر في هذه الحالة ـ ولا يتنجس ما لاقاه من ثوب, أو فراش, أو نحوه, لأن الأصل هو الطهارة حتى يحصل يقين بالنجاسة، جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر: وطعن بعضهم في الاستدلال بحديث الفرك على طهارة المني بأن مني النبي صلى الله عليه وسلم طاهر دون غيره كسائر فضلاته، والجواب على تقدير صحة كونه من الخصائص أن منيه كان عن جماع فيخالط مني المرأة، فلو كان منيها نجسا لم يكتف فيه بالفرك، وبهذا احتج الشيخ الموفق وغيره على طهارة رطوبة فرجها، قال: ومن قال إن المني لا يسلم من المذي فيتنجس به لم يصب، لأن الشهوة إذا اشتدت خرج المني دون المذي والبول كحالة الاحتلام ـ والله أعلم. انتهى.

وجاء في حاشية الشرواني أثناء الحديث عن اختلاط نجس بطاهر: ولو شك في الاختلاط وعدمه لم يضر, لأن الأصل الطهارة. انتهى.

ثم إن الراجح من أقوال أهل العلم أن المني طاهر, فلا يجب غسله من ثوب أو بدن, كما سبق في الفتوى رقم: 1789.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني