الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين حفظ القرآن والقيام بالدعوة

السؤال

أنا الحمد لله، منَّ الله علي بالاستقامة، وأسكن في بلاد عربية، ولا يخفى عليكم حال شباب الأمة العربية اليوم.
هل الأفضل لي أن أجتهد في الدعوة إلى الله، ودعوة الشباب إلى الاستقامة، أم أشتغل بحفظ كتاب الله، مع العلم أني أدرس في الجامعة علوما دنيوية، ومن الصعب التوفيق بين الدعوة إلى الله، والدراسة، وحفظ كتاب الله.
أثابكم الله، ووفقكم لكل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي منَّ عليك بنعمة الهداية والاستقامة، ونسأله سبحانه أن يستعملك في خدمة دينه، وحراسة شريعته.

وبخصوص سؤالك؛ فإننا نوصيك في هذه المرحلة بأن تشتغل بإصلاح نفسك، وبنائها علميًا وإيمانيًا، وأول الطريق في ذلك هو إتقان حفظ كتاب الله تعالى، وتعلم ما تصحُّ به عقيدتك، وعبادتك، ثم سلوك طريق طلب العلم على الجادة؛ بأن تلزم شيخًا ناصحًا، أو أن تلتحق بمعهد علمي تدرس فيه علوم الشريعة.
ولا تعارض بين هذا الاختيار، وبين الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بحسب الاستطاعة؛ فإن اشتغالك بحفظ القرآن، لا يعوقك عن دعوة زملائك في الدراسة إلى شهود الصلاة مع الجماعة، أو نهيهم عمَّا يواقعونه من المعاصي كالغيبة، أو إطلاق البصر إلى المحرَّمات ونحو ذلك. ولا شك أن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من أعظم صور الدعوة إلى الله تعالى.

هذا وننصحك بقراءة كتاب: (التنازع والتوازن في حياة المسلم) للدكتور محمد موسى الشريف، وهو موجود على الإنترنت، وانظر الفتوى رقم: 197065.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني