الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلتقي أهل الجنة بعضهم ببعض؟

السؤال

هل بعد أن يموت الشخص، وكان يعمل صالحاً، ودخل الجنة. هل يلتقي بأهله الآخرين الذين انتقلو إلى رحمة الله قبله؟ وهل يعرفون بعضهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ....أما بعد:

فإن الله تعالى يقول: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21].
وروى البيهقي في سننه عن عمرو بن مرة قال: سألت سعيد بن جبير عن هذه الآية: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ قال: قال ابن عباس رضي الله عنه: المؤمن يلحق به ذريته ليقر الله بهم عينه، وإن كانوا دونه من العمل. انتهى، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وروى الحاكم في مستدركه عن ابن عباس في قوله: أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ قال: إن الله يرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل. وسكت عنه الذهبي.
فمما سبق يعلم أن الله تعالى يمن على المؤمن بأن يجمعه مع ذريته وإخوانه الذين شاركوه في أصل الإيمان مع نقصانهم عنه في العمل، في الجنة لكي يتم سروره وحبوره، ولا شك أنهم يتعارفون في الجنة كما كانوا يتعارفون في الدنيا، وإلا لما كان للإلحاق فائدة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني