الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السر الكامن في صلاة بعض السلف ألف ركعة في ليلة

السؤال

ورد في كتاب إقامة الحجة أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة للكنوي الهندي أحوال المتعبدين بأسمائهم من كان يصلي في اليوم والليلة 1000ركعة، وعلى فرض أن الركعة تستغرق دقيقة ونصف في أقل تقدير، فإن ذلك يحتاج إلى 25 ساعة متواصلة، فهل هذا معقول؟ أم أنها مبالغات لا تصح ولا تثبت، ومثل ذلك كثير؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يذكر عن السلف في هذا الموضوع مشهور، ويمكن مطالعة قيام الليل لابن نصر، التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا ونحوهما، وفي كتب التراجم نجد قصصا كثيرة في مثل هذا، وقد حدَّث بذلك الأئمة الكبار دون نكير، أخرج أبو داود في الزهد وابن قتيبة في المجالسة: عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ سَجْدَةٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَمَلَةَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ آدَمَ جَسِيمًا، رَأَيْتُ لَهُ مَسْجِدًا كَبِيرًا فِي وَجْهِهِ. قال محققه: مشهور حسن سلمان: إسناده جيد.

وأخرج ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل عن عطاء بن السائب قال: كان مرة الهمداني يصلي كل يوم ستمائة ركعة، قال عطاء: ودخلوا عليه فرأوا موضع سجوده كأنه مبرك البعير. قال محققه مصعب الفارسي: إسناده حسن.

وفي العبر للذهبي: قال مالك: إن علي بن الحسين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات، قال: وكان يسمى زين العابدين لعبادته. انتهى.

ولذلك قال اللكنوي بعد أن أسند كثيرا منه من حلية الأولياء لأبي نعيم، أو أحال على كتب التراجم المعتمدة:... بل هم أئمة الإسلام، وعمد الأنام، الذين يرجع إلى أقوالهم في المهمات، وتجعل أخبارهم من القطعيات، كأبي نعيم، وابن كثير والسمعاني، وابن حجر المكي، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي...انتهى.

وقد أجاب اللكنوي ـ رحمه الله ـ عن استبعاد أداء ألف ركعة في ليلة، فقال: وقوع مثل هذا وإن استبعد من العوام، لكن لا يستبعد ذلك من أهل الله تعالى، فإنهم أعطوا من ربهم قوة وصلوا بها إلى هذه الصفات، لا ينكره إلا من ينكر صدور الكرامات وخوارق العادات. انتهى.

وقد فسر هذه الوقائع بعض أهل العلم ببركة الأزمان لكثرة طاعتهم لله، وانظر في ذلك الفتويين رقم: 61306، ورقم: 20110.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني