الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من جامع زوجته وهو نائم ثم استيقظ واستمر

السؤال

كنت نائمًا بجوار زوجتي في نهار رمضان، ولم أكن واعيًا بما يحدث، فهذه عادة لا أعرف لها سببًا، وبدأت على حد كلامها بمداعبتها، وهي تمنعني، ولم أفق إلا وأنا أجامعها، ولكني أكملت وأنا أعلم، وندمنا، وتبنا إلى الله، ولكن ما العمل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي عليك أن تعمله الآن هو المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وعليك الكفارة المغلظة، وهي صيام شهرين متتابعين؛ لتعذر وجود الرقبة ـ فإن عجزت عن الصيام عجزًا دائمًا لكبر، أو لمرض لا يرجى برؤه، فعليك إطعام ستين مسكينًا ـ وعليك قضاء اليوم الذي أفسدت بمواصلة الجماع بعد العلم؛ فقد نص العلماء على أن من واصل الجماع بعد علمه بطلوع الفجر أثم، ولزمته الكفارة، والقضاء؛ جاء في التوضيح لابن الحاجب المالكي: وَإِنْ طَلَعَ ـ الفجر ـ وَهُوَ يُجَامِعُ نَزَعَ، وَلا كَفَّارَةَ عَلَى الْمَشْهُورِ، وَفِي الْقَضَاءِ قَوْلانِ، أما وجوب النزع فبين، ولو تمادى وجب القضاء، والكفارة إجماعًا، ومن القواعد الفقهية: أن الدوام كالابتداء.

وما دمت تعلم أن هذه عادة عندك، فعليك أن تتجنب النوم إلى جانب زوجتك في نهار مضان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني