الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب على المرء أن يستتر بستر الله

السؤال

زوجتي سألتني هل سبق لك أن مارست الجنس في صغرك؟ قلت لها صراحة نعم لكن عندما كان عمري 13 سنة منذ ذلك التاريخ إلى الآن لم أقترف معصية والحمد لله، سؤالي: هل تجوز هذه الصراحة أم أكذب عليها لأن هناك ضرورة في السؤال؟ وهل هذه الصراحة تؤدي إلى الألفة أم إلى النقطة السوداء في القلب؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعلى المرء إذا وقع في معصية الله أن يستر نفسه بستر الله عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري.
ولعموم الأدلة الآمرة بستر النفس والاحتراز من إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وراجع في هذا الفتوى رقم: 22413، والفتوى رقم: 23758.
وليس من حق أحدٍ أن يُقرر أحداً بذنبه، ولو كان أحد الزوجين، ومن فعل ذلك كان متعدياً على حق من حقوق الله تعالى وحقوق خلقه، فكان الواجب على زوجتك أن تكف عن هذا السؤال، وكان من حقك ألا تجيب أو أن تُعرّض لها بكلام تقصد به شيئاً، وتفهم هي منه شيئاً آخر، فإن لم يمكنك دفعها إلا بالكذب فلا شيء عليك، ولتعلم أن ذكر مثل هذه الأمور للزوجة أو غيرها يعرضك في المستقبل إلى الحرج ويحمل من أخبرته على سوء الظن بك، وإن لم يظهر ذلك منه في الحال، وعلى كل، فالواجب على زوجتك التوبة مما صنعت، أما أنت فلا شيء عليك سوى التوبة مما اقترفت، سواء كان في الماضي أو في الحاضر، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الاستقامة في المستقبل، وأن يتوب عليك وييسر لك عيشاً سعيداً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني