الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التسمية بأسماء غريبة وهل لها أثر على شخصية المسمى بها؟

السؤال

جزيتم خيرا.
ابنتي عمرها سنة وسبعة أشهر، أسميناها: لَدُن، بفتح اللام، وضم الدال.
قرأت أن أحد الدعاة سماه ابنته، وظننت أنه ينطق هكذا، لم أدقق في معناه.
رفض زوجي بداية، لكني أصررت، فوافق.
وقبيل ولادتي، نصحتني امرأة بتغييره؛ ﻷنه لا يقع اسما في لغتنا.
ثم رأى زوجي حلما لطفلتين، لم يكن له علاقة بالاسم، فسَّره عند شيخ ثقة، لكن لا أعلم إلى أي حد يوثق بعلمه في تعبير الرؤى.
وذكر لزوجي ثلاثة أمور متعلقة بالحلم:
أحدها أنه إن كنتم قد اخترتم اسما فأثبتوه؛ فإن الرؤيا تشير إلى أن هذا الاسم هو الذي اختاره الله لها.
بحثت في المعاجم، وعلمت أن لدن بالضم، لا تكون إلا ظرف مكان، أو فعلا بمعنى لان.
وعلمت مؤخرا أن اسم ابنة الشيخ ينطق بفتح اللام، والدال، ومع ذلك رفض، إلا إذا أفتاه أحد بتحريم، أو كراهية التسمية به.
راسلت موقعكم للفتوى، عن حكم تسميته بالضم، فأجابوني: لا حرج، سواء كان فعلا، أو ظرفا.
والذي يدعوني إلى الإصرار على تغييره، أني قرأت بعدها أن اسم الطفل الغريب، يؤثر على شخصيته سلبا، ويجعله منطويا.
واسمها كل من سمعه استنكر، حتى اسم ابنة الشيخ لا ينطق مثله، ولا يقع اسما في لغتنا.
أنا الآن مغتمة للأمر، ونادمة على مخالفة زوجي من البداية.
أنا أمها، أصبحت أتحرج عندما يسألني أحد عنه أو معناه.
فكيف بها عندما تكبر؟
أما زوجي فيرفض تغييره؛ لأنه يخشى التصادمات مع الناس عند تغييره، ولا يريد أن يتحدث الناس أن زوجته تسيره؛ وأنه اعتاضه، وللرؤيا،
ولإجراءات التغيير الرسمية.
حاولت أن أهون عليه، وأناقشه، لكنه لا يستجيب، بل حذرني أن أكلم أهله؛ لذلك أرجو منكم أمورا:
بالنسبة للحلم: هل من اللازم أن يكون تفسير الشيخ صحيحا، وأن هذا الاسم اختاره الله؟
ثانيا: ما رأيكم في الاسم؟ وهل مخاوفي في محلها؟
إذا كانت إجابتكم بنعم، فأرجو أن توجهوا نصيحة لزوجي، متضمنة للردود على أسبابه.
جزيتم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يلزم أن يكون تفسير المعبر صحيحا، ولا يلزم على فرض صحته أن تعملوا بما قاله.

وأما التسمية بهذا الاسم: فلا حرج فيها؛ لأنه لا يوجد فيها ما يحظر شرعا، فليس فيها تعبيد لغير الله، ولا تزكية للنفس، ولا تشبه بأسماء الكفار والفسقة، وما تتخوفين منه لا يلزم حصوله، فكم من الناس سماهم أهلهم اسما، أو أحدث لهم أولادهم لقبا لا معنى له، ولم يؤثر ذلك على حياتهم ولا نفسياتهم.

فعليك بالحرص على التوافق مع زوجك؛ فإن الخلاف شر، كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه- مع أن الأمر كله سهل. تسمية مشروعة، أو تغييرها إلى تسمية أخرى مشروعة. فلا ينبغي أن تعطى أكبر من حجمها، وتكون مثارا لخلاف أسري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني