الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفر من ضحك مجاملة لمن سخر من الزواج؟

السؤال

بارك الله فيكم.
أسأل عن زميلي بالعمل، حيث إنه بدأ يسخر من الزواج، وذكر نكتة عن شخص تزوج، وقال: لا عقل له، وضحكت مجاملة له، مع أني أعلم أن الزواج سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
لكني يا شيخي الفاضل شككت في زميلي هذا هل يسخر من الزواج بذاته، أم من بعض النساء، أي إنهن من سوئهن، لا يتزوجهن إلا من لا عقل له، ولم يتضح لي الأمر.
فهل ضحكي هذا يعتبر استهزاء بالدين؟ أي هل هذا استهزاء صريح أم لا؟
وهل لا زلت مسلما يا شيخ؟ علما أني أعاني من الوسواس في هذا المجال- أسأل الله العافية لي، ولكل مبتلى- وقد نبهتموني على أن أترك هذا التفكير، وإني أحاول، لكن أحيانا يشكل علي الأمر، ولا أعرف حكم ما وقعت فيه؟
والمعذرة على الإزعاج.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأ صاحبك فيما قال؛ فلا يجوز تعميم الحكم بذلك، ولا يلزم من كلامه أنه كفر، فقد لا يقصد عيب الزواج الذي شرعه الله، وقد يقصد عيب نساء الزمان لقلة صبرهن ونحو ذلك. ولا يقع منه الكفر إلا إذا قصد الاستهزاء بالحكم الشرعي نفسه، والاستخفاف به.

وبالأولى لا يكون ضحكك كفرا؛ فقد ضحكت من الكلام لا من الحكم، وواقع حالك شاهد على بعدك عن الكفر، وراجع الفتوى رقم: 226693.

ونذكرك بأن الأصل الإسلام، ولا ينتقل عنه العبد إلا بيقين، ولا دليل على التكفير بشيء مما ذكرت، ولا على انشراح صدرك بالكفر؛ قال تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.{سورة النحل: 106-107}، وراجع الفتويين: 154823، 226693 بخصوص الألفاظ المحتملة للكفر.
ويظهر من سؤالك، أنك مصاب بنوع وسوسة؛ فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة. وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني