الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحق للأم أن تمنع ابنها من زيارة زوجة أبيه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أبي قد تزوج زوجة أخرى ولم يخبرنا إلا بعد أن سافر وعقد على المرأة وبعد ذلك تفاجأت أمي بهذا الخبر وحزنت مع أن هذا هو شرع الله ولكن أبي لم يتزوج إلا بعد أن حدثت مشاكل بينه وبين أمي
أدت إلى هذا الزواج ومالبث أن ندم على فعلته بعد أن هدأت المشاكل فأخبر أمي بأن تطلب ماتريده لكي يرضيها فاشترطت عليه بأن لايأخذ إخوتي إلى زوجته الثانية إلا برضاهم وأن لايأمرنا بالذهاب بالقوة فوافق على ذلك.
ولكن بعد أن مر أسبوع تقريبا على زواجه أخذ يقول لي لماذا لاتذهب وترى عمتك أي(زوجته الجديدة) فقلت لاأريد لأنني لاأحب أن أفضل أمرأة أخرى على أمي ولأن أمي قالت لي بأنني اذا ذهبت ستغضب علي مع أن أبي قد وافق في البداية و هاهو يعارض الآن وهذا يعتبر من نقض العهود ؟
أفتونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فعليك أن تعلم أن الله فرض عليك بر أبيك كما فرض عليك بر أمك ، قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه) [ ] فعليك أن توازن بينهما وأن تعطي لكل واحد منهما حقه من البر فإن حاول أحدهما أن يعتدي على حق الآخر فيك فنبهه على أن الله لم يأذن في ذلك . وعلى هذا فلا يحق لأمك أن تمنعك من زيارة زوجة أبيك بدافع غيرتها من زواجه بها، وإن أطعتها في ذلك فقد أطعتها في معصية الله ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وعليك أن تعلم أن الشرط الذي أخذته على أبيك يعتبر شرطاً باطلاً مما يترتب عليه من المفاسد فهب أن هذه المرأة أتت بولد من أبيك أليس أخاً لك ؟ فقطيعته محرمة ، ثم هب أن أباك غضب من هجرانك بيته الثاني ، أليس في ذلك معصية لله تعالى وقد أمرك أن تطيعه في المعروف وهذا من المعروف. فحاول أن تجعل أمك أمام الأمر الواقع وأن تفهمها أن أباك لم يظلمها بزاوجه من امرأة أخرى أذن الله في الزواج منها. والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني