الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صدم رجل لا يحمل رخصة قيادة آخر فاتفقا أن يقول: إن والده هو من صدمه

السؤال

حصل لي حادث، وقد دعسني شاب ليس معه رخصة قيادة، ووضع أبوه بدلًا منه؛ لأنه اتفق أبي وأبوه أن يقولوا: إن الأب هو السائق؛ لأنه يملك رخصة قيادة، ولعدة أسباب أخرى منها أنه إذا قال أبي: إنه ليس بحادث فسوف يضيع حقي، وإذا قال: إن الابن هو السائق فسوف يتضرر، وسنظل في المحاكم، فلم يبق له إلا الخيار الأخير الأقل ضررًا بجعل الأب هو من قام بالحادث، وقد تم وضع الأب، وقال لي أبي: قل: إن السائق هو الأب، فقلت، وكنت أنا في داخلي أرغب في ذلك؛ لأن الشاب قد يتضرر، وكنت أريد المسامحة حتى إن الموضوع لم يكن يهمني؛ لأني كنت أتألم أشد الألم، وكان همي هو أن يعطوني إبرة المخدر حتى أنام من شدة الألم، علمًا أني لم أعلم شيئًا، لا عن شركات التأمين، ولا عن المسألة القانونية، وأني قد أتعرض لسجن، وبعد فترة من الحادث علمت أن شركات التأمين تعوض المتضررين أمثالي، ولكن بشرط أن يكون من دعسني معه رخصة قيادة، وسوف أحصل على مبلغ من شركة التأمين، وإذا أعطتني المبلغ شركة التأمين، وعلمت أن من قام بدهسي أبوه، فإنها سوف تطالب أباه بكامل المبلغ الذي سوف تعطيني إياه حسب القانون الذي يوجد في بلدي، وهذا نص القانون المادة 16 أـ يجوز لشركة التأمين الرجوع على المؤمن له، وسائق المركبة المتسببة بالحادث ﻻسترداد ما دفعته من تعويض إلى المتضرر إذا كان سائق المركبة المتسببة بالحادث عند وقوعه غير حائز على رخصة قيادة، علمًا أني لا أقدر أن أطلب من أبيه مبلغًا بدل الضرر؛ لأنه أثناء الجاه العشائري تنازل أبي عن حقه في السجن، ووقعت أنا على التنازل، ولا أقدر أن أغير أقوالي؛ لأني قد أتعرض للسجن، علمًا أني لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك كله، وكان همي الخروج من المستشفى، فهل يحق لي أن آخذ هذا المبلغ من شركة التأمين على الحالة الذي ذكرت؟ وإذا كان حرامًا فماذا أفعل بالمبلغ الذي ستعطيني إياه الشركة؟ لقد تحيرت، يعني باختصار سوف تقوم شركة التأمين بتعويضي بسبب الضرر الذي لحق بي، وإذا علمت أن من دعسني شخص ليس معه رخصة قيادة فلن تأخذ مني المبلغ الذي دفعته لي، بل ستأخذ كافة المبالغ الذي أعطتني إياها من السائق الذي ليس معه رخصة قيادة، وإذا لم يعط الشخص شركة التأمين المبلغ الذي دفعته لي الشركة فيعني ذلك أنها لم تعلم بحقيقة الأمر، فهل أكون آثمًا والمبلغ حرامًا؟ أم يجب عليّ أن أبلغها أم أبلغ الشخص بالحسنى أن يرجع المبلغ لها دون علمها حتى لا يتضرر أحد؟ أم لا آخذ منه شيئًا؟ أم أتبرع به؟ أم أرجعه إليها؟ علمًا أني لا أقدر أن أطالب الشخص بتعويضي كما ذكرت.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب على السائل، وذويه أن يستغفروا الله تعالى، ويتوبوا إليه من الكذب، والغش الذي قاموا به.

وأما المال الذي ستبذله شركة التأمين، ولن تستطيع أن ترجع به على قائد السيارة الذي لا يحمل رخصة قيادة؛ بسبب ما حدث من كذب، وتزوير ـ فلا يجوز للسائل أخذه، إلا إذا ذكر حقيقة ما وقع في الحادث، ومن كان يقود السيارة بالفعل ساعتها، حتى تتمكن الشركة من استرداد هذا المال منه.

فإذا كان السائل لا يستطيع بيان الحقيقة لشركة التأمين، فلا يأخذ ما تعطيه له من مال، حتى وإن نوى التصدق به؛ لأن ذلك أكل للمال بالباطل، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 66259، 193209، 305080، 309385.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني