الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خيانة الأمانة والمال المكتسب من ذلك

السؤال

توجهت إلى محامٍ أعرض عليه قضيتي ضد خصومي، وأعطيته الأدلة التي تثبت ادعائي، فما كان منه إلا أن خان الأمانة، وباع الأدلة لخصومي، وتحصل على أموال منهم، فضاع حقي، فما جزاء هذا الخائن للأمانة، الآكل لأموال الناس بالباطل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأمانة شأنها عظيم، وقد حثّ الشرع الحنيف على أدائها، وحذر من خيانتها؛ قال الله -عز وجل-: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}، وجاء في الحديث: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له. رواه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك. رواه أبو داود، والترمذي، والحاكم.

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة علامة من علامات النفاق، فقال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. رواه البخاري ومسلم.

يقول الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله-: خيانة الأمانة من علامات النفاق، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، ولا يحل لأحد أن يخون الأمانة سواءٌ كانت قولية أو فعلية؛ لأنه إن فعل ذلك كانت فيه علامةٌ من علامات النفاق، وربما تسري هذه حتى تصل إلى النفاق الأكبر -والعياذ بالله-، فإذا حدثك إنسان بحديث، وقال: إنه أمانة، حرم عليك أن تفشيه لأي أحد، وإذا عاملك معاملة، وقال: إنها أمانة، حرم عليك أن تفشيها لأي أحد، فإن فعلت، فقد خنت الأمانة. اهـ.

وإذا كان هذا الشخص قد أخذ على خيانته مالًا، فهو سحت، وزيادة في الإثم, ولا حرج عليك في الدعاء عليه، ومقاضاته فيما لحقك من ضرر بسبب تصرفه؛ قال تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا {النساء:148}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني