الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزعم بأن أم المؤمنين عائشة كانت تحرِّض الناس على قتل عثمان كذب

السؤال

يقول الرافضة: إن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تحرض على قتل عثمان -رضي الله عنه-، وكانت تقول: "اقتلوا نعثلًا فقد كفر"، فما صحة هذا الكلام؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد فنّد أهل العلم ما ذكر عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ في هذا الشأن، وبينوا ضعف أسانيده، فقد فنّده شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية، فقال: أين النقل الثابت عن عائشة بذلك؟ ويقال ثانيًا: المنقول الثابت عنها يكذّب ذلك، ويبيّن أنها أنكرت قتله، وذمّت من قتله، ودعت على أخيها محمد، وغيره؛ لمشاركتهم في ذلك. اهـ.

وجاء في تفسير الألوسي: وما زعمته الشيعة من أنها ـ رضي الله تعالى عنها ـ كانت هي التي تحرض الناس على قتل عثمان وتقول: اقتلوا نعثلًا فقد ـ فجر، تشبهه بيهودي يدعى نعثلًا، حتى إذا قتل وبايع الناس علًّيا، قالت: ما أبالي أن تقع السماء على الأرض، قتل والله مظلوما وأنا طالبة بدمه... كذب لا أصل له، وهو من مفتريات ابن قتيبة، وابن أعثم الكوفي، والسمساطي، وكانوا مشهورين بالكذب، والافتراء. اهـ.

وقال الصلابي في كتابه: أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: رويت هذه الرواية من طريقين عند الطبري:

ويكفي أن في رجال الإسناد نصر بن مزاحم العطار المجروح في كتب الرجال بالصفات الآتية: شيعي، منكر، تركوه.

وأما الطريق الثاني: ففي إسناده عمر بن سعد، وهو قائد السرية الذين قاتلوا الحسين ـ رضي الله عنه ـ وهو عند رجال الحديث لا يصح حديثه، متهم بالوضع، متروك، فالرواية غير مقبولة الإسناد في أي من طريقي روايتها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني