الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمامة الراتب بوجود شيخ زائر عالم

السؤال

الإخوة القائمون على الموقع:
أنا الحمد لله إمام مسجد، مع 2 من الإخوة. الأول خاتم للقرآن، وأنا 3/4 القرآن، والأخ الثالث لم يتعد 1/2 القرآن الكريم، وإذا وُجدنا نحن الثلاثة يُصلي بالطبع الشخص الخاتم للقرآن.
في يوم من الأيام، لم يكن أحدٌ من الأئمة سواي أنا، وعندما قام المؤذن للإقامة وانتهى، بطبيعة الحال دخلت، وقبل أن آخذ موقع الإمامة، أشار إلي أحد الأشخاص في الصف الأول لكي يُصلي إماما، وأنا لم أعرف من ذلك الشخص؛ لأننا في المنطقة نعرف بعضنا جميعاً، وبينما هو يُشير إلى ذلك الشخص، وأنا كنت قد دخلت للإمامة، قام المؤذن برفع صوته، وقال: يجب أن نحترم ذلك الضيف، فقلتُ له: "وماذا أفعل أنا؟ ألست أنا الإمام؟" علماً أنني مرة أخرى لم أعرف ذلك الشخص، وقام المؤذن برفع صوته، وقال: طيب، أنا ألست مصليا؟ وخرج من الصف الأول الذي كان يقف فيه، ثم رفعتُ تكبيرة الإحرام، وصليتُ إماما كما أنا بشكل عادي، علماً أيضاً أنني إمام بالموافقة من القائمين على المسجد، وبموافقة الأئمة الآخرين.
ما حُكم ما فعله ذلك المؤذن من رفع للصوت، وما يريده من خروجي من صلاة الإمام، ودخول أحد غيري؟
ما الحُكم فيما فعلته عندما قُلت له " وماذا أفعل أنا؟ ألست أنا الإمام؟
جزاكم اللهُ كلَّ خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 314161 أن الإمام الراتب أحق بالإمامة من الشيخ الزائر، ولو كان الزائر أقرأ وأفقه، بل يرى بعض الفقهاء أن الزائر لا يؤمهم ولو أذن له الإمام الراتب، كما ذكرناه في تلك الفتوى، وما دمت الإمام الراتب، فإنك أحق بالإمامة من ذلك الزائر ولو كان أقرأ وأعلم منك، فلا حرج عليك فيما فعلت من الإمامة مع وجوده، ولا شك أن ما فعله المؤذن خطأ وجهل منه، ونوصيك بما أوصى الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {الأعراف : 199 }، والإعراض عنهم بعدم مؤاخذتهم على سوء قولهم، أو فعلهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني