الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج من يترك الصلاة بسبب الوسوسة

السؤال

أنا شاب عمري 18 سنة من السعودية، مشكلتي الرئيسية هي (ترك الصلاة وبعض الوساوس في الدين والشك فيه) وتفصيلها هنا أولا: أنا أترك الصلاة بسبب الوسواس في الدين والشك يقول لي الشيطان ما الدليل أن هناك رب؟ ولو كان هناك رب رحيم لماذا لا يدخلنا الجنة ماذا يستفيد إذا عذبنا؟ وهكذا يزرع الشكوك والهموم، وأيضا أتركها بسبب الكسل وعدم اهتمام الوالدين بالجانب الديني معنا، والسبب الرابع أنا أتبع مذهب من يرى عدم كفر تارك الصلاة كسلا، فيأتي الشيطان ويقول ما يدريك لعل المذهب الآخر هو الصحيح؟ أو يقول لي أنت لم تعقد النية الجازمة أنك تتبع هذه الفتوى، أو أنك تتبع الرخص فبطلت الفتوى، أو يقول يجب الاغتسال لأنك فعلت العادة، وإذا اغتسلت يقول أنت كافر والكافر لا يقبل منه غسل، إذا كيف أرجع للإسلام؟ وهكذا فأشعر أن في الدين تعقيدا فأتركها، أولا أريد أن أعرف كيفية الرجوع للصلاة ما هي الخطوات؟ هل تجب الشهادة؟ أو الغسل للجنب؟ وهكذا الخطوات بالتفصيل يرحمك الله، مرة أخرى وأي فتوى أتبع؟ وكيف أعرف أني اتبعتها؟ وهل إذا تتبعت رخصة من يقول لا يكفر تكون الفتوى باطلة؟ وكيف أتعامل مع وسوسة الشيطان وأزيد ثباتي وإيماني وأبعد الكسل عني؟ آسف على الإكثار ولكن هذه جميعا أسئلة لدي وتحتاج إلى تفصيل وعناية واستشارة منكم بالتفصيل، ساعدوني ربما تدخلون الجنة بسبب هدايتي، أرجوكم لم يبق لدي إلا أنتم تجيبون علي، أهلي لا يهتمون بي وأبعدوا الأوهام عني وأروني الحقيقة، أسأل الله لي ولكم الهداية، وأنا رغم الشكوك إلا أني مؤمن بالله، وأحيانا أتصدق وأستغفر وأدعو ربي الهداية، ولكن فقط الشكوك والصلاة، وشكرا. ‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم هداك الله أن ترك الصلاة من أكبر الموبقات وأعظم الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 130853، فعليك أن تحافظ على صلاتك وألا تفرط فيها، ولا يلزمك النطق بالشهادتين ولا الاغتسال بل اشرع من الآن في الحفاظ على صلاتك غير مكترث بوساوس الشيطان ولا عابئ بها، فإن علاج الوسوسة هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها.

واعلم أن الله تعالى رحيم بعباده بر بهم لطيف سبحانه، ولذلك شرع لنا هذا الشرع الحنيف وجعل امتثاله والاستقامة عليه سببا لنيل أعظم كرامته وهي الجنة، فاطرد وساوس الشيطان عنك، وكلما ألقى في قلبك شيئا منها فادفعه ولا تسترسل معه، واعلم أن هذه الوساوس لا تضرك ما دمت كارها لها نافرا منها، وانظر الفتوى رقم: 147101، ومما يعينك على الثبات والاستقامة أن تكثر ذكر الله ودعاءه، وأن تصحب الصالحين وتكثر حضور مجالس العلم وحلق الذكر وتتفكر في الموت وما بعده والجنة والنار، فكل هذا يعينك على الاستقامة والثبات بإذن الله، وجاهد نفسك مجاهدة صادقة، فإن عون الله مصاحب لمن صدق في مجاهدة نفسه؛ كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، ولا حرج عليك في العمل بقول من يرى عدم كفر تارك الصلاة فإنه قول الجمهور، لكن اعلم أن ترك الصلاة وإن لم يكن كفرا لكنه أعظم من كل الذنوب حتى من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس -عياذا بالله- فتب إلى الله واستقم على عبادته واترك الوساوس والأوهام، ولا حرج عليك إذا اختلف العلماء في مسألة أن تقلد من تثق به منهم ولو كان قائلا بالقول الأخف وليس ذلك من تتبع الرخص، وانظر الفتوى رقم: 169801.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني