الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يظن أن الله تعالى لن يستجيب دعاءه بسبب ذنوبه

السؤال

مررت بفترة ابتعدت فيها عن الله، وتركت صلاتي، ودخلت في جو من المعاصي، وأصبحت همومي دنيوية فقط.. وذات يوم مرضت مرضاً خفيفاً ثم شفيت منه، لكنني تكبرت على المرض، لأنه أشغلني عن همومي الدنيوية، ولم أكن أعلم هل كان المرض فرصة لأتوب، وبعد فترة قصيرة جدّاً مرضت مرّة أخرى وأصابني الوسواس في صحتي، فرغم شفائي في جسدي بقيت أشعر أنني مريضة نفسياً وجسدياً، وأشعر بأوجاع في كل جسمي، وقلق دائم على صحتي حتّى أنهكني التعب النفسي، فهل هذا عقاب لي؟ وماذا أفعل لأتوب؟ والآن أقيم صلاتي باستمرار وألتزم الدعاء والاستغفار، ولكنني مازلت أشعر بالقلق، وأخاف أن لا يستجيب الله لدعائي بسبب المعاصي الماضية، قال لي أحدهم إن علي أن أزور شيخا يحضر الجن لكي يشفيني ـ وكان هذا الشيخ قد قال للشخص الذي دلّني عليه أنه رأى من خلال الجن أن عيوني سوف تنقلب يوماً ما! فما معنى هذا؟ ولكنني لا أصدق هذه الأقوال، لأنني أعلم أن الشفاء من عند الله فقط.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تتوبي إلى الله مما ألممت به من المعاصي، وأن تستقيمي على شرعه سبحانه وتعالى، واعلمي أنه سبحانه غفور رحيم، وأنه يقبل توبة التائبين، فإذا صدقت توبتك رجعت من ذنبك كمن لم يذنب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

وأما ما تشعرين به من أن الله لن يقبل دعاءك وتوبتك، فهو من تسويل الشيطان وتزيينه لك ليردك عن طريق الاستقامة إلى طريق الغواية، فإياك وهذه الوساوس، وأما ما تشعرين به من المرض فقد يكون وهما، فعليك أن تدفعيه عنك، وأن تحسني ظنك بربك سبحانه وتعالى، وتعلمي أنه أرحم بعبده من الأم بولدها، وثقي بحسن اختياره لك وتدبيره لك، واعلمي أنه سبحانه لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له، ويمكنك مراجعة الأطباء المختصين لتطمئني على حالتك، فإن أخبروك بأن هذا مجرد وهم، فلا تبالي به ولا تلتفتي إليه، ولا تمكنيه من نفسك، وأما نصيحة من نصحك بأن تذهبي إلى من يعالج بالجن: فهي نصيحة إبليسية، فإياك والاستماع لها، وإياك والذهاب إلى هؤلاء الدجاجلة أو تصديقهم، فإن هذا من أخطر الأشياء على دينك، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني