الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوفيق بين رضا الوالدين مطلب شرعي

السؤال

ما رأيكم في ولد أبوه مدمن ويسبب المشاكل دائماً فقالت له أمه اذهب وقل لجدك (بمعنى أبو والدي) إنني لا أستطيع أن أتحمل أكثر، وقال لي أبي: إذا ذهبت وقلت لجدك هذا الكلام فإني متبرئ منك، فافتوني يرحكم الله.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنك مطالب بأن تتعامل بحكمة مع والديك بحيث تبحث عن رضاهما معاً بوسيلة ترضي الله تعالى، لما لهما عليك من حقوق كثيرة من البر بهما والإحسان إليهما ومصاحبتهما بالمعروف، قال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً (لقمان: من الآية15) ثم عليك أن تقوم بنصيحة والدك بحيث تبين له خطورة ما هو عليه من إدمان، وتذكر له بعض الآيات والأحاديث المحرمة للخمر، والتي تشتمل على الوعيد الشديد بالنسبة لشارب الخمر مثل قوله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام، وإن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا: يا رسول الله؛ وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار. أخرجه مسلم والنسائي . وإذا أمكن أن تكون النصيحة مباشرة فحسن، وإذا لم يمكن ذلك فتطلب من أحد أصدقائه أو الأشخاص الذين يحترمهم أن يقوم بذلك، أو تقدم له محاضرة مسجلة تشتمل على موعظة، نسأل الله تعالى أن يوفقه إلى طريق الحق، كما عليك أن تكثر من الدعاء له دائماً، وإذا لم يمكن التوفيق بين الأبوين، فإن حق الأم مقدم وأشد تأكيداً، لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. كما ينبغي أن تنبه أمك إلى ضرورة نصح زوجها ومعاملته بحكمة والدعاء له بالهداية والتوفيق لما يحبه الله ويرضاه، وأنه لا يجوز لها السكوت عن هذا المنكر المصر عليه، وإذا لم تستطع الصبر على معاشرته وكانت تشعر بالضرر البين، فلها أن ترفع أمرها إلى المحاكم الشرعية حتى يرفع عنها هذا الضرر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. حديث صحيح كما في إرواء الغليل. ويمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 9107 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني