الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدلة الزاجرة عن الإسراف والتبذير

السؤال

ماهي الحوافز الذاتية لتجنب الإسراف والتبذير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيقول الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]. فأخبر سبحانه أنه لا يحب المسرفين وكفى بهذا زاجراً ورادعاً عن الإسراف، أن تسلب عنك محبة الله وأن يجلب عليك سخطه ومقته، وأي خير يبقى للإنسان؟! بل أي سماء تظله وأي أرض تقله إن لم يحبه مولاه وخالقه؟!!. ومفهوم الآية الكريمة أن الله يحب المقتصدين المعتدلين، بل هم عباد الله حقاً الذين وصفهم في آخر سورة الفرقان.. وكان من ضمن صفاتهم الحميدة وخصالهم الطيبة أنهم أهل التوسط والاعتدال، قال الله تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً* ........ [الفرقان:63] -إلى قوله تعالى- وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً [الفرقان:67]. وقال الله تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [الإسراء:29]. فهنا مثل ضربه الله للمسرف بالملوم المحسور، والحسير هو البعير الذي ذهبت قوته فلا انبعاث له، فمن أنفق فوق طاقته وأخرج أكثر من دخله قعد حسيراً عن نفع نفسه وغيره، بسبب ما فعله من الإسراف، ولله در القائل: ولا تك فيها مفرطاً أو مفرطاً ===== كلا طرفي قصد الأمور ذميم ولمعرفة معنى الإسراف والتبذير تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9266، والفتوى رقم: 12649. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني