الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رغبة الأم في تغيير اسم بنتها مع رفض الأب ذلك

السؤال

هل يجوز للأم تغيير اسم البنت من غير علم الأب، لأنه يرفض ذلك، والاسم سيئ، واسم البنت أنعام، جاء ـ أعزكم الله ـ من البهائم؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تسمية الأبناء حق خاص بالأب, وعند تنازع الأبوين، فإن التسمية للأب، ولا يجوز للأم أن تتعدى على حق الأب إلا بإذنه، فقد جاء في تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم: الْفَصْل الْخَامِس فِي أَن التَّسْمِيَة حق للْأَب، لَا للْأُم، هَذَا مِمَّا لَا نزاع فِيهِ بَين النَّاس، وَأَن الْأَبَوَيْنِ إِذا تنَازعا فِي تَسْمِيَة الْوَلَد، فَهِيَ للْأَب، وَالْأَحَادِيث الْمُتَقَدّمَة كلهَا تدل على هَذَا، وَهَذَا كَمَا أَنه يدعى لِأَبِيهِ لَا لأمه، فَيُقَال فلَان ابْن فلَان، قَالَ تَعَالَى: ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أقسط عِنْد الله {الْأَحْزَاب 5} وَالْولد يتبع أمه فِي الْحُرِّيَّة وَالرّق، وَيتبع أَبَاهُ فِي النّسَب، وَالتَّسْمِيَة تَعْرِيف النّسَب والمنسوب، وَيتبع فِي الدّين خير أَبَوَيْهِ دينا فالتعريف كالتعليم والعقيقة، وَذَلِكَ إِلَى الْأَب، لَا إِلَى الْأُم، وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ولد لي اللَّيْلَة مَوْلُود فسميته باسم أبي إِبْرَاهِيم، وَتَسْمِيَة الرجل ابْنه كتسمية غُلَامه. انتهى.

وعليه, فالحق إنما هو للأب في إمضاء هذا الاسم، ومع ذلك فننصح الأم بأن تتشاور مع الأب وتحاول إقناعه بتغيير الاسم إلى غيره من الأسماء الحسنة، فقد جاء في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله: وأحياناً يتعارض قول الأم مع قول الأب في التسمية، فالمرجع إلى قول الأب، لكن إن أمكن أن يجمع بين القولين باختيار اسم ثالث يتفق عليه الطرفان فهو أحسن، لأنه كلما حصل الاتفاق، فهو أحسن وأطيب للقلب. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني