الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال تأثير العائن في المعين

السؤال

يوم أمس كنت على أحد منصات الدردشة، والتي توفر بعض النشاطات الترفيهية وبالقيام ببعض هذه النشاطات تربح "إنجازات" وكنت وأحد الأصدقاء نتواصل ودخلت لبروفايله ووجدت أن عنده "إنجازات" أكثر، ولما رأيت ذلك أصابني نوع من العجب لما لديه، قد يبدو الأمر سخيفا جدا لكن أخشى أن يصيب ذلك الشخص عين لما أحسست به، فهل هذه عين؟ وهل ستصيبه؟ وهل يشترط أن يكون المعيون أمام العائن؟ علما أن هذا الشخص يبعد آلاف الكيلومترات عني، في الصباح تذكرت ذلك وأصابني ندم، فهل تبطل التوبة العين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس كل من أعجب بشيء أصابه بالعين، وكثير من الناس يعجبون بأشياء ولا يصيبونها بالعين، فلا تدخل نفسك في الأوهام والوساوس بأنك قد أصبته بالعين؛ فالأصل السلامة.
ونرشدك إلى الأدب النبوي فيمن رأى شيئا فأعجبه، فقد روى النسائي في عمل اليوم والليلة، والحاكم عن عامر بن ربيعة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق. صححه الألباني في صحيح الجامع. وراجع الفتوى رقم: 33932.
ولا يشترط أن يكون المعيون أمام العائن؛ بل إنه لا مانع من أن يُعينه بالصورة، ولو لم ير الشخص بنفسه في الواقع؛ فقد ذكر العلماء أنه ليس من شرط الإصابة الرؤية، بل قد يعينه مع غيابه بمجرد وصفه؛ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الطب النبوي: ومنها: ما تؤثر في الإنسان كيفيتها بمجرد الرؤية من غير اتصال به لشدة خبث تلك النفس، وكيفيتها الخبيثة المؤثرة، والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية، كما يظنه من قل علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة، بل التأثير يكون تارة بالاتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء، فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية، وقد قال تعالى لنبيه: وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر «القلم 51». انتهى.
وإذا أصاب العائن المعيون فلا تُبْطِلُ توبةُ العائن أثرَ العين على المعيون، وإنما التوبة تنفع العائن إذا كانت عينه عن حسد أو كان تعمد إصابة غيره بعينه، وراجع الفتوى رقم: 244720.
وراجع الفتوى رقم: 24373، فيما يتعين على العائن فعله، والفتوى رقم: 188405، في الإصابة بالعين.. أسبابها.. وسبل الوقاية منها، والفتوى رقم: 297226، في صفة اغتسال العائن والمعين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني