الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البلسم الشافي لوساوس الشيطان

السؤال

منذ بدأت الالتزام بالعبادات بشكل صحيح منذ 7 سنين تقريبا وأنا أعاني وبشدة أفكاراً هدامة تراودني يمكن أن تؤدي بصاحبها إلى النار، مثلا أقول لنفسي "إذا كان هناك جن، فلم لا أراهم؟"، وأشعر بضيق وظلمة في صدري منذ سبع سنين؟ ما تفسير كل ذلك؟ هل أنا منافقة؟ على كل حال سأصبر وأتمنى أن يثبتني الله على طاعته؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله لنا ولك الثبات حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، واعلمي أن ما يحصل لك من وساوس الشيطان الرجيم ليس دليلاً على النفاق بل دليل على الإيمان، إنما يريد الشيطان بذلك أن يفسد عليك دينك وعقيدتك، فإذا استسلمت لذلك فقد أعطيته مراده وطلبه. فالحل الوحيد لهذه الوساوس هو التعوذ بالله منها والإعراض عنها، وستزول بإذن الله "المهم عدم الاستسلام"، وقد تقدم تفصيل الكلام عن ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7950، 12436، 13369، 28751.

وأما عن وسوسة الشيطان لك بأنه إذا كان الجن موجودين فلماذا لا نراهم؟ فجوابه سهل جداً وهو: أنه ليس كل ما هو موجود تمكن رؤيته، فهناك ما لا حصر له من الأشياء نؤمن بها ونصدق بها ولم نرها، ولكننا صدقنا بها لخبر الثقة، بل إننا نؤمن بالحب والرحمة والأخلاق وضدها من الصفات المعنوية مع أننا لم نر شيئاَ منها بأعيننا.وأما عن الضيق الذي تجدينه فهو من الشيطان أيضاَ، والعلاج الأول له هو التعوذ بالله والإعراض عن هذه الوساوس. وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن والأذكار وخصوصاً أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ. كما أن عليك أن تكثري من مجالسة الصالحات والداعيات وطالبات العلم وتشرحين لهن ما تعانينه حتى يسدين لك النصح الدائم، نسأل الله أن يصرف عنا وعنك كيد الشيطان ووساوسه وأن يصلح حالنا وحالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني