الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليق الدعاء بالمشيئة.. الجائز والممنوع

السؤال

هل حينما أدعو لصاحبي وأقول له مثلا: أمك مرحومة بإذن الله ـ يعد من ترك العزم في المسألة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن الدعاء الذي بصيغة الخبر، كقول: أمك مرحومة ـ لا مانع من تعليقه بالمشيئة والإذن، ولا يعد ذلك من ترك العزم في الدعاء، ولا يدخل في ما جاء من النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة، فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، طهور إن شاء الله.

وفي سنن أبي داود عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله. وصححه الحاكم.

فقوله صلى الله عليه وسلم: طهور إن شاء الله، وثبت الأجر إن شاء الله ـ دعاء، ومع ذلك قد علق بالمشيئة، لأنه بصيغة الخبر، قال الدكتور عبد الكريم الخضير: إذا جاء الدعاء بلفظ الأمر: اللهم اغفر لي، ارحمني، اللهم اغفر لفلان، هذا لا يجوز ربطه بالمشيئة، وجاء النهي عن ذلك، أما إذا جاء بلفظ الخبر ـ وإن كان دعاء ـ فلا مانع من أن يقال: غفر الله لك إن شاء الله، وجزاك الله خيراً إن شاء الله، لا مانع، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: طهور إن شاء الله ـ وقال: وثبت الأجر إن شاء الله ـ لما أفطر، فمثل هذا لا بأس به إذا جاء بلفظ الخبر، لا بصيغة الأمر. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني