الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة النوافل لمن عليه فوائت

السؤال

علي قضاء صلوات كثيرة، ولا أقضي إلا صلاة واحدة في اليوم إضافة إلى الصلوات الخمس في اليوم، فهل تقبل صلاة القضاء الواحدة تلك؟ وأحيانا أصلي صلاة تطوع، لأنني لا أكون قادرا على القضاء، فعلى سبيل المثال اليوم يفترض أن أصلي صلاة الظهر قضاء، لكنني لا أستطيع، لأنها أربع ركعات وأنا متعب، فأقول في نفسي أصلي ركعتي تطوع خير من أن لا أصلي شيئا، وأحيانا أصلي تحية المسجد، فهل تقبل هذه النوافل؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقضاء الفوائت مقدم على فعل النوافل، فعليك أن تجتهد في قضاء ما عليك من فوائت، فهو الواجب عليك، وهو مقدم على فعل النوافل، وكيفية قضاء الفوائت مبينة في الفتوى رقم: 70806.

ويرى فقهاء المالكية أنه يكفي قضاء صلاة يومين في كل يوم، فلو عملت بهذا القول رجونا أن يسعك ذلك، ومن ثم تصلي ما شئت من النوافل بعد هذا القدر الذي تقضيه كل يوم، وإن عجزت عن صلاة يومين في كل يوم فاقض ما تقدر عليه، ولا يجوز لك الاشتغال بالنوافل إذا كان عليك فوائت، لأن قضاءها مقدم، إذ هي فرض، وهو مقدم على النفل، واستثنى بعض العلماء رواتب الصلوات، وبعضهم استثنى راتبة الفجر والوتر، وانظر لتفصيل ما أجملنا هنا الفتوى رقم: 211942.

وأما صلاتك التي تقضيها: فإنها مقبولة ـ إن شاء الله ـ لكنك تأثم بتفريطك إن كنت قادرا على قضاء ما هو أكثر من ذلك، ثم ننبهك إلى أن قضاء ما ترك من الصلوات عمدا مختلف في وجوبه بين أهل العلم، والأحوط قضاؤه عملا بقول الجمهور، وانظر الفتوى رقم: 128781.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني