الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية تنظيف الأسنان بالسواك أو غيره

السؤال

كيف كان الصحابة ينظفون أسنانهم وألسنتهم، حيث لم نقرأ أن أحدهم كان يشتكي من رائحة فمه، فالمسواك سنة عظيمة، لكن بعض الروائح تحتاج إلى منظفات أقوى؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذي ينبغي بيانه هو أن الشرع قد جاء باستحباب السواك، والندب إليه، وبيان أنه طهارة للفم، كما في الحديث عن عائشة: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب. أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان.

وقد سبق بيان فضل السواك وفوائده في الفتويين رقم: 29647، ورقم: 43665.

وبعد هذا، فإن سؤالك لا يتبين أن وارءه كبير فائدة، فتنظيف الفم وإزالة رائحته الكريهة ونحو ذلك هي في جانب منها عادات تعتمد على التجربة، وليست هي عبادات محضة مبنية على النقل المجرد عن الشرع، ليتكلف البحث فيها عن آثار الصحابة! وكذلك الزعم بأنه لا أحد من الصحابة يشتكي رائحة فمه، هي دعوى مجردة، ولتعلم أن كل عود ينظف الفم ولا يضر، فإنه يحصل به السواك المشروع، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: يستاك بكل عود لا يضر، وقد قسمه الفقهاء بحسب أفضليته إلى أربعة أقسام:

الأول: اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أن أفضله جميعا: الأراك، لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي ما بين الأسنان.
الثاني: قال به المالكية والشافعية والحنابلة، يأتي بعد الأراك في الأفضلية: جريد النخل، ولم يتكلم الحنفية على النخل.

الثالث: الزيتون، وقد استحبه فقهاء المذاهب الأربعة.

الرابع: ثم بما له رائحة ذكية ولا يضر، قال الحنفية والشافعية والمالكية: يستاك بقضبان الأشجار الناعمة التي لا تضر ولها رائحة طيبة تزيل القلح. اهـ باختصار.

ومما يحصل به السواك المشروع: التسوك بالفرشاة والمعجون ونحو ذلك، كما سبق في الفتوى رقم: 171635.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني