الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل هذا حديث وما صحته: من كان يومه خيراً من غده فهو ملعون؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن اللفظ المذكور في السؤال لم نقف عليه، ولكن جاء ما يشبهه في الموضوعات الكبرى للقاري بلفظ: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان يومه شراً من أمسه فهو ملعون. ثم قال: لا يعرف إلا في منام ابن أبي رواد، نقل ذلك عنه العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس. ثم قال العجلوني: وقال العراقي في تخريجه لا أعلم هذا إلا في منام لعبد العزيز بن أبي رواد قال: رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله: أوصني، فقال: ذلك بزيادة في آخره، والزيادة هي: ومن لم يكن في الزيادة فهو في النقصان. ويشبه هذا المعنى ما جاء في كشف الخفاء أيضاً ورواه الديلمي بسند ضعيف عن علي رضي الله عنه مرفوعاً قال: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شراً فهو ملعون، ومن لم يكن على الزيادة فهو في النقصان، ومن كان في النقصان فالموت خير له، ومن اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات، ومن أشفق من النار لهي عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات. وفي كنز العمال عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: من طلب الدنيا قعدت به، ومن زهد فيها لم يبال من أكلها، الراغب فيها عبد لمن يملكها، أدنى ما فيها يكفي، وكلها لا تغني، من اعتدل يومه فيها فهو مغرور، ومن كان يومه خيراً من غده فهو مغبون، ومن لم يتفقد النقصان عن نفسه فإنه في نقصان، ومن كان في نقصان فالموت خير له. هذه الروايات لا تصح نسبة شيء منها لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في كشف الخفاء ومزيل الإلباس في ما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس لإسماعيل الجعلوني. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني