الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا عبرة بفحص الحمض النووي في نفي النسب

السؤال

أنا مختلف في كل شيء عن أهلي، لا أشبههم، لا أشبه أعمامي، ولا أخوالي ولا إخواني، ولا أجدادي، فوجهي سعودي، وأمي وأبي وكل إخواني وجوههم مصرية وهم مصريون، أعمامي وأصدقاء أبي عندما رأوا صورتي قالوا إنه خليجي ولا يشبهك، وجلسوا يتساءلون حتى أمي سألتني: أهذا أنت؟ وذلك للملامح السعودية التي لا يمكن نكرانها، حتى أمي وأقاربي لا يستطيعون إنكار ذلك، وكلهم يتساءلون: أهذا ابنك؟ أصابع القدم مختلفة، حيث إن كل أهلي الإصبع الأول والثاني عندهم بنفس الطول، لكن عندي مختلف بحيث إن الأول أطول والثاني أقصر، حواجبي مختلفة عن أهلي، حيث إن حواجبي مستقيمة، لكن جميع أهلي بشكل دائري، وتأتي نهايتها عند الأنف، جلدي غير جلدهم، ملامحي غير ملامحهم، وعلى حسب رواية أبي وأمي أني ولدت في البيت، ولكني كنت على وشك الموت، وذلك لوجود الفضلات حولي، وكان وجهي أزرق مما يمنع رؤية أهلي الطبيعية لي، ثم ذهب أبي للطوارئ، وكل من شاهدني قال له ما جئت به ميت، كناية عما كان بي من قلة الأكسجين، وأنتم تعرفون قضايا تبديل المواليد في السعودية.
فهل من الممكن أني قد استبدلت في المستشفى، حيث إن كل أهلي لهم شكل واحد ولون واحد، إلا أنا، وعيوني مكحلة طبيعيًا، وأنا الوحيد في أهلي الذي شعره ناعم وكل أهلي لا، وأظافري لا تشبه أظافر أهلي.
فهل من الممكن أني قد استبدلت في المستشفى؟ وهل يجوز فحص DNA؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد تقرر في الشرع أن نفي الشبه لا يقتضي نفي النسب، ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، وُلِد لي غلام أسود. فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم. قال: فأنى ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق، قال: فلعل ابنك هذا نزعة.

قال ابن حجر في فتح الباري، نقلا عن ابن العربي، وهو يبين فوائد الحديث: وأن الولد يلحق به، ولو خالف لونه، لون أمه... اهـ.

وأمر الاستبدال في المستشفى وإمكانيته، لا تلتفت إليه، ولا تسترسل بالتفكير فيه.

وأما فحص الحمض النووي( DNA ) فلا عبرة به في نفي النسب، كما بينا بالفتوى رقم: 64624. ويجوز استخدامه في إثبات النسب عند الحاجة لذلك، كما هو موضح في الفتوى رقم: 184033.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني