الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من قبيل الوجوب ولكن من باب إرضائهما

السؤال

ما رأي الدين في سيدة يعيش معها أبوها وهي تطلب منه أن يكتري منزلا ليعيش فيه هو وأمها كي تعيش وحدها مع أبنائها علما أن أبويها قادران ماديا على أن يفعلا ذلك، هل يدخل هذا التصرف في باب عقوق الوالدين أم أن لها الحق في أن تفعل ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الوالدين لا يجب إسكانهما على الولد إذا كانا غنيين، ولكنا ننصح هذه الأخت بأن تشكر الله على إنعامه عليها بحياة والديها، وأن تحسن صحبتهما وتحرص على برهما والإحسان إليهما وإرضائهما عملاً بقوله تعالى: وبالوالدين إحساناً[الإسراء:23] وبقوله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً[الأحقاف:15] وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. رواه البخاري ومسلم. وسأله ابن مسعود : أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. وفي الحديث عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني . ولتعلم أن سكن الوالدين معها قد يكون أرفق بهما إذا كانا يحتاجان لمن يقوم بخدمتهما، وأسلم للأخت من الاضطرار للخروج لزيارتهما وأسهل لقيامها بخدمتهما. ومحل هذا إن لم يكن البيت ضيقاً، وإلا فلا حرج. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني