الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتهد في إظهار سرورك بما يصدر عن والديك

السؤال

في بعض الأحيان يطلب مني أبي أو أمي شيئا فأوافق رغم بعض الضيق الداخلي، فهل يعد ذلك حراما؟ وما موقف الدين من ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أمر الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما، وقرن برهما بإفراده سبحانه بالتوحيد لينبه على عظم منزلة الوالدين وما استحقاه من العناية. قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الاسراء: 23-24 ]. ويتأكد هذا البر مع الأم خاصة لأنها حملت وأرضعت وربت، ففي الحديث الصحيح: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه. وعلى هذا، فالواجب على السائل أن يجتهد في إظهار السرور والطاعة في كل ما يصدر عن أبويه مما هو موافق للشرع وهو في مقدور طاقته، وقد جرى العرف أن يفعله الولد لأبويه، ولا يلتفت إلى ما في قلبه من استثقال ما لم يترجم ذلك إلى صورة علنية، ولعل ذلك وسوسة من الشيطان ليثبطه عن القيام بحق أبويه، وإذا وجد الضيق فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني