الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

نشكر جهودكم في هذا الموقع الرائع. كنت أتكلم عن بعض الأشخاص: كيف يتكلمون لغة أجنبية، وأُضحِك أصدقائي، وقد تركت هذا الشيء، وتبت, فهل يعتبر هذا غيبة؟ وهل عليّ أن أذهب لكل شخص، وأطلب منه المسامحة، مع العلم أن هذا الشيء صعب؛ لأنهم أكبر مني بكثير في السن؟ أم يكفي الاستغفار والتوبة وترك هذا الشيء؟ وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته من التكلم عن بعض الأشخاص، وكيف يتكلمون .. والتحدث بذلك مع أصدقائك، والضحك منه يعتبر غيبة، إن كان فيهم ما قلت، وإن لم يكن فيهم، فهو بهتان، فقد عرف العلماء الغيبة بأنها ذكر المرء بما يكره من العيوب وهي فيه، فإن لم تكن فيه فهو البهتان، كما في الحديث: قيل: ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.

وقد أحسنت عندما تبت من ذلك إلى الله تعالى - نسأل الله تعالى أن يجعلك من التوابين الذين يحبهم الله-، وباب التوبة مفتوح -بفضل الله تعالى- مهما بلغت ذنوب العبد، ما لم يغرغر، أو تطلع الشمس من مغربها، فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وقد بينا كيفية التوبة من الغيبة في جملة من الفتاوى، انظر مثلًا الفتاوى التالية أرقامها: 121422، 171183، 12890، 66515.

لذلك؛ فالواجب عليك أن تستسمح وتتحلل ممن اغتبتهم، إن أمكن ذلك، وإن لم يمكن، أو كان يؤدي إلى ضرر، فعليك أن تدعو لهم، وأن تذكر ما تعرف من محاسنهم، وخاصة عند من اغتبتهم بحضرتهم، مع الاجتهاد في الإكثار من الحسنات الماحية، والتقرب إلى الله تعالى بما أمكن من خصال الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني