الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التدخين.. تأذي الملائكة منه وموقفك ممن يقترفه

السؤال

هل التدخين حرام؟ وهل الملائكة تتأذى منه كما يتأذى البشر؟ وماذا أصنع بضيفي في البيت إذا أراد أن يدخن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التدخين محرم بالكتاب والسنة لما يترتب عليه من الأضرار المهلكة والعواقب الوخيمة، وهو من الخبائث وليس من الطيبات التي أحلها الله في كتابه. قال تعالى: يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ[المائدة:4]، وقال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ[الأعراف:157]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه ابن ماجه وأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر الفتوى رقم: 1819

وعما إذا كانت الملائكة تتأذى من التدخين فقد ورد أنها تتأذى بالروائح الكريهة، ولا شك أن التدخين من الروائح الكريهة، وأما الذي عليك أن تصنعه بضيفك إذا أراد التدخين في البيت، فهو أن تبين له برفق حكم التدخين وأن فيه معصية الخالق، من باب النصيحة والنهي عن المنكر. أخرج الإمام مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد من حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وروى أبو سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. أخرجه الإمام مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد. فإذا لم ينته عن التدخين بالنهي باللسان وكنت لا تستطيع منعه منه أو تترتب عليه مفسدة أعظم سقط عنك الإثم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني