الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين برالوالدين والقيام بحق الزوج

السؤال

السلام عليكم: أنا متزوجة ومغتربة في بلد عربي مع زوجي وأولادي، حيث يعمل .أهلي (أمي وأبي) يعيشون في وطننا وحيدين ، ولي أخ واحد وليس لي أخوات، وأخي مغترب حيث يعمل، وبهذه الحالة يعيش الأبوان وحيدين، وهما في عمر الستين، ولا يرضيان بالإقامة مع أحد منا، إذ لا يستطيعان التعايش مع ظروف البلاد التي نعيش فيها، خاصة وأن لهما حياتهما وعاداتهما التي تعودا عليها في الوطن. وإني لأشعر بالذنب الكبير تجاههما لكونهما وحيدين. هل أنا مذنبة بتركهما وحيدين؟ وهل يجوز أن أترك زوجي وحيدا وأعيش معهما؟ وما الحل الذي يجعلني غير مذنبة بحق أي من الطرفين؟
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن بر الوالدين والإحسان إليهما وصلتهما من أوكد الواجبات وأجل القربات، أمر الله عز وجل بذلك وأوصى به في كثير من الآيات، وأكد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه، وهو أيضا ذوق ذوي الطباع السليمة والفطر المستقيمة. كما أن طاعة الزوج والقيام بحقه واجب هو الآخر، بل النصوص تدل على أن حق الزوج مقدم على حق غيره من الآدميين عند التزاحم، لكن لا تعارض ولا تنافي بين بر الوالدين وصلتهما والقيام بحق الزوج في مسألتنا هذه، لأن بر الوالدين لا يستلزم السكنى معهما ولا مباشرة خدمتهما. لذلك، فإنا نقول للسائلة: اسكني مع زوجك وأولادك وبري والديك بصلتهما بالهدايا والمراسلة والاتصال بالهاتف، وبإمكانك أن تزوريهما المرة بعد المرة إذا أذن الزوج ولم يترتب على سفرك إليهما محظور شرعي كالسفر بلا محرم. وإذا كانا محتاجين لمن يخدمهما، فاستأجري لهما من يقوم بذلك إن كانت ظروفك المادية تسمح بذلك، وهذا هو الحل الأمثل لمشكلتك. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني